تركيا توافق على انضمام السويد وتعود إلى حضن “الناتو”
تقرير إخباري
بعد مناقشات واتصالات مكثفة بين دول حلف شمال الأطلسي والعديد من الدول خارج الحلف وقّع أردوغان البروتوكول الخاص بانضمام مملكة السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأحاله إلى البرلمان التركي لمناقشته واتخاذ القرار النهائي بشأنه في جلسةٍ علنية.
ويتوقع أن ينعقد البرلمان التركي خلال أيام معدودة لمناقشة هذا الموضوع الذي أخذ مساحةً واسعةً من النقاش والحوارات الساخنة والاجتماعات السرية والعلنية بين تركيا ودول حلف الناتو. وفي حال صادق البرلمان على البروتوكول تكون مملكة السويد قد تجاوزت آخر عقبة أمام انضمامها للحلف.
وجاء تعليق السويد الأول من جانب رئيس الوزراء أولف كريستيرسون، الذي عبّر عن ارتياحه الشديد بتوقيع أردوغان على البروتوكول، وقال : “إن قضية انضمام السويد للحلف أصبحت في عهدة البرلمان التركي، وننتظر بفارغ الصبر أن نكون عضواً في حلف شمال الأطلسي”.
الجدير بالذكر أنّ مملكة السويد تتمتع بعلاقة وثيقة مع ( الناتو)، وتقوم بإجراء العديد من الاتصالات والتدريبات المشتركة والتعاون على نطاق واسع في عمليات تبادل المعلومات وحفظ السلام .
بعد أن دفع أردوغان بالبروتوكول إلى البرلمان التركي، وما لم تحصل مفاجآت غير متوقعة أو غير محسوبة ، فإن مجرد إحالة البروتوكول إلى البرلمان التركي يعني أن الموافقة باتت مفتوحة وسهلة والطريق سالكة دون عوائق إلى عضوية مملكة السويد في الحلف.
ومن يقرأ اللوحة السياسية التركية وموقف الأحزاب والقوى السياسية تجاه موافقة تركيا لانضمام مملكة السويد إلى ( الناتو) يدرك أنها جميعها موافقة على تلك الخطوة ولا يظهر أي من مواقف الأحزاب المختلفة بهذا الأمر، سواء في السلطة الحاكمة القائمة بقيادة أردوغان أو في المعارضة، إذ تؤيد جميع تلك القوى والأحزاب المعارضة خطوة أردوغان، خصوصاً أن اعتراضات تركيا لا تتعلق بمواقف مملكة السويد السلبية من المسلمين، بل بدعمها لنشاطات “حزب العمال الكردستاني”.
لكن بعد مفاوضات مطوّلة وشاقّة، تعهدت مملكة السويد بوقف الدعم لهذه النشاطات، الأمر الذي فتح الباب أمام انعقاد قمة ثلاثية بين رؤساء تركيا ومملكة السويد وفنلندا، في العاصمة الإسبانية مدريد والتي انتهت باتفاق ثلاثي يفترض أنّ يبدَّد الهواجس الأمنية التي تخشاها تركيا.
لقد تسربت العديد من المعلومات والمعطيات الخاصة بأنّ موافقة أردوغان جاءت بعد أن تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد تركيا بمقاتلات حربية حديثة من طراز (إف 16) ، وترميم بعض الطائرات من نفس الطراز التي تحتاج إلى صيانة. واعتبرت قمة فيلنيوس في ليتوانيا نقطة تحوَّل في اتجاه عودة تركيا إلى حضن ( الناتو) بعدما كانت تتمرد أحياناً بسبب الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولا ننسى أن الموافقة التركية في فيلنيوس في ليتوانيا جاءت مترافقة مع مجاهرة أردوغان صراحةً بدعم انضمام اوكرانيا إلى ( الناتو)، الأمر الذي أثار استفزاز روسيا، وسيفتح الباب على خلافات جديدة بين الدولتين.
ريا خوري