معاً ضد الإبادة والتهجير… فعّالية تضامنية أرمنية سورية فلسطينية
حلب-غالية خوجة
احتفت صالة كيفوركيسايان بأمسية تضامنية “البوصلة هي فلسطين وآرتساخ.. معاً ضد الإبادة والتهجير”، التي نظمها نادي الشبيبة السورية الثقافي برعاية وحضور المطران ماكار أشكريان، مطران الأرمن الأرثوذكس لأبرشية حلب وتوابعها، وحضور شخصيات رسمية وثقافية وحزبية ودينية وبرلمانية.
جمعت الأمسية مهرجاناً خطابياً وقصائد شعرية منها للشاب آرا مطافيان الذي مزج في قصيدته “قامة الوطن” بين جبال آرارات وجبال سورية وصمود غزة ومسيرة عيسى عليه السلام وملحمة التصدي “فأنا لا أخشى أن أصلب على حبها، فأنا مؤمن بقيامتي”، إضافة لتنويعات موسيقية وطنية منها “أطلق نيرانك لا ترحم” للفنانة جوليا بطرس أدتها الفنانة ماريني ماكاريان، كما قدمت عازفتان مقطوعة متناغمة بين الناي والبيانو وبين الحنين والتحدي.
وحدة الدم والأرض
وألقى سالم الشلحاوي كلمة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي اختزل فيها معنى الوقفة بتضامنها وصمودها وعزتها المستمدة من التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني خصوصاً في غزة، ملفتاً إلى تزامن هذا العدوان الصهيوني مع العدوان المستمر على سورية، وهذا دليل على وحدة الدم والأرض، فما يمس كل سوري يمس كل فلسطيني والمعادلة قابلة للعكس، وما يمس كل فلسطيني يمس كل عربي، مؤكداً على دور سورية التي قدمت وما تزال تقدم لنضال الشعب الفلسطيني، وهي في الخندق والمحور لأن القوة قوة العقل والمقاومة، وبوصلتها ما قاله سيادة الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد، ومنه أن “من راهن على إضعاف سورية من الداخل لننسى جولاننا وأراضينا فهو واهم، فالجولان لنا وفلسطين قضيتنا”.
إمّا فلسطين وإمّا الشهادة
وأوضح عادل عبد الحق مسؤول الجناح السياسي في لواء القدس كيف أن هدف الكيان الصهيو-أمريكي هو تقسيم الأرض وتغيير تركيبتها الديموغرافية، وما تزال تركيا أداة الإرهاب في المنطقة ومجازرها التي ارتكبتها بحق الشعب الأرمني التي لن ينساها التأريخ، ويشهد على ذلك مليون شهيد أرمني، ولن ينسى التأريخ معجم المجازر التي يحفل بها سجل الصهيونية الإجرامي، ومنها مجزرة دير ياسين وكفر قاسم والطنطورة وحالياً غزة، والهدف تصفية أصحاب الأرض، لكن الحق الذي وراءه مطالب لن يموت، وهذا ما ترويه ملحمة الطوفان، فإمّا فلسطين من النهر إلى البحر وإمّا الشهادة.
هويتنا النور وهوية المحتل الظلا
بدوره، قال القس إبراهيم نصير رئيس طائفة الإنجيلية العربية: من قناعة روحية، عقائدية، وطنية، فكرية، وقراءة سليمة للتأريخ والجغرافيا، ومن وسط مدينة حلب، أذكّر بقول السيد الرئيس الأسد: “تحرير حلب سيغير التاريخ”، ونقول: ما قبل 7 تشرين ليس كما بعده، وهذه الجرائم ترسخ هوية القاتل الذي قتل أجدادنا وآباءنا وما زال يقتل أبناءنا منذ 1915، سواء في آرتساخ أو سورية أو فلسطين، إنه القاتل الصهيوني عينه، لماذا؟ لأن هذه الشعوب شعوب حضارة بينما الكيان المجرم فلا يحمل سوى هوية القتل واللا إنسانية، نحن أبناء النور وهم أبناء الظلام، لذلك الإعلام الغربي لن يخدعنا لأننا نمتلك البصيرة والبصر، وموتنا رمز للحياة، ودماؤنا ثمينة لكنها ترخص من أجل الحق والعدالة، وربنا قال عن نفسه الحق، ونحن ندافع عن هذا الحق.
الصحة الإنسانية وصحوة الضمير
وركّز الشيخ جمال حماش في كلمة الأوقاف التي ألقاها بحضور مدير أوقاف حلب محمد رامي العبيد على البوصلة التي تجمعنا بين جامع وكنيسة سواء في آرتساخ أو فلسطين ألا وهي الصحة الإنسانية وصحوة الضمير والدفاع عن الوطن الذي يدمّره الأعداء الذين بلا إنسانية ولا وطن، والذين وصفهم الله تعالى “وضربتْ عليهم الذلة”.
المقاومة تغيّر التاريخ
ولم يبتعدِ طلال حوري، الحزب السوري القومي الاجتماعي بحلب، عن مفهوم البوصلة ودلالات الإسلام بالقرآن والإنجيل والحكمة وجميعها تؤكد على أنه لا يقاتلنا إلا اليهود، وتؤكد على أن سورية قلعة المقاومة، سورية الأمة، والمقاومة قوة تغيّر وجه التأريخ.
لن نتهجّر أو نُهجّر
وأكد سمير نجيب، أمين حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح الانتفاضة بحلب، في كلمته على أن الفلسطينيين هم شخص واحد، أن العدو واحد، وأن درب الآلام بين سورية وفلسطين وآرتساخ واحد، ومن يدعم الأذربيجانيين هم ذاتهم داعمي الصهاينة، وسيبقى الشعب الفلسطيني ينهض من تحت الرماد، ولقد أنجزت المقاومة انتصاراتها رغم التضحيات، ولن نتهجر كما حدث في النكبة عام 1948، أو كما حدث للأرمن عام 1915، بل سنبقى متجذرين مثل الجبال وأشجار الزيتون، وستبقى فلسطين البوصلة، وسنظل نعتز بالشعب السوري المقاوم وما يعانيه من حصار لأنه يقف مع الحق الفلسطيني بقيادة سيد المقاومة الدكتور بشار الأسد، لأن قضية فلسطين لديه قضية مبدئية وليست قضية مساومة.
النصر واحد على العدو الواحد
وألقى دكتور جيراير رئيسيان عضو مجلس الشعب كلمة، لكنه قبل الأمسية خصّ “البعث” بقوله: أعجبني أن اللجنة المنظمة لنادي الشبيبة السورية الثقافي لاحظت المتوازيات بين ما حدث في إقليم آرتساخ وغزة، فهذا الإقليم الأرمني شنت أذربيجان العدوان عليه بدعم كامل من الجيش التركي والتعاون الصهيوني، وحاصرته كما يحاصر الكيان الاحتلالي غزة الآن، حصارات متعددة اقتصادية، تجارية، اجتماعية، وتكنولوجية، وارتكبوا المجازر، والجرائم الإرهابية، وجرائم الحروب الموصوفة في ميثاق الأمم المتحدة ومؤتمر روما الأخير، إضافة للتهجير القسري، وأرى أن التوازي يكمن في اضطهاد الشعوب، وفي المجرم الفاعل الواحد، وهو ذاته عدو فلسطين وآرتساخ والكرة الأرضية، إذن، من سيحاسب مرتكبي هذه الجرائم الإنسانية ومجازر الإبادة ومن سيطبق القوانين؟ ستتكرر الجرائم طالما ليس هناك رادع لأن القانون ومسنّيه خاضعين لمصالح الدول المهيمنة بالإجرام.
العدو مرتزق بلا انتماء
ومن وراء الكواليس، سألت “البعث” أحد الحضور عن الانتماء؟ فأجاب: اسمي أحمد فانوس فلسطيني من مخيم النيرب مدرس لغة إنكليزية، مناضل وناشط سياسي: طالما هناك إمبريالية أمريكية فهناك ظلم عالمي سائد، والمقاومة من تجليات محاولات التحرر لإنهاء الظلم سواء في غزة أو الأرض الأرمنية أو أية أرض أخرى أو أي إنسان مظلوم، والفلسطيني إنسان مؤمن بقضيته ويموت من أجل وطنه وانتمائه بينما الصهيوني فيقول للمقاوم: إذا تركتموني فسآخذ عائلتي وأرحل، إذن، هو يعلم بأنه مرتزق ومحتل لأرض ليست له.