من أعطى الأوامر بارتكاب إبادة جماعية في غزة؟
تقرير إخباري
حذر المؤرخ والأكاديمي البريطاني البارز والمناهض للصهيونية آفي شلايم من أن القوى الغربية أعطت الكيان الإسرائيلي أمراً بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث قال شلايم أمام جمهور في لندن إن دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي للكيان الصهيوني، بما في ذلك الدعم العسكري، جعلهم متواطئين في “المجازر الجماعية” التي ترتكب في قطاع غزة.
وقال شلايم خلال فعالية استضافها مؤخراً المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين: “إن الرد الغربي على الأزمة هو النفاق المعتاد والمعايير المزدوجة الوحشية، ولكن هذه المرة انتقل إلى مستوى جديد. لقد كان الدعم الغربي لإسرائيل مصحوباً دائماً ويعتمد على محو التاريخ الفلسطيني والإنساني” . وأضاف المؤرخ شلايم والأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد بالقول: “إن القلق العميق بشأن أمن إسرائيل يكرره القادة الغربيون في جميع الأوقات، ولكن لا يتم التفكير في الأمن الفلسطيني”.
وباعتباره أحد “المؤرخين الجدد”، كان آفي شلايم واحداً من مجموعة أعادت تقييم تاريخ البلاد وسلطت الضوء في كثير من الأحيان على قمع الفلسطينيين. وفي حديثه قال شلايم إن المقاومة الفلسطينية تم إخراجها من سياقها وتاريخها، وأن التغطية الإعلامية والسياسية للعنف المستمر في غزة تجاهلت إلى حد كبير الوضع قبل عملية فصائل المقاومة في 7 تشرين الأول . وأضاف بالقول: “إن الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لم يبدأ في 7 تشرين الأول. ففي حزيران 1967، لم تحتل إسرائيل غزة فحسب، بل احتلت الضفة الغربية والقدس. وهذا هو الاحتلال العسكري الأطول والأكثر وحشية في العصر الحديث”.
وفي هذا السياق قال المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، في اجتماع لمجلس الأمن: إن الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر يواجهون التهجير القسري والعقاب الجماعي. وفي نفس الاجتماع قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إن أكثر من 420 طفلاً يموتون أو يصابون في غزة كل يوم . وأضافت أنه بسبب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن، فإن غزة “على وشك أن تصبح كارثة”، مضيفة أن الناس معرضون لخطر الجفاف والأمراض التي تنقلها المياه، وأضافت أنه لا يوجد سوى محطة واحدة لتحلية المياه في غزة تعمل بقدرة خمسة بالمئة، كما أن محطات معالجة المياه والصرف الصحي الست في غزة لا تعمل حالياً. كما وصلت المستشفيات في مختلف أنحاء غزة إلى نقطة الانهيار وهي مكتظة بشكل خطير بالجرحى والمصابين، وقد أصبح الآن ما يقرب من 1.4 مليون شخص في غزة نازحين داخلياً، ولجأ الآلاف إلى المستشفيات بحثاً عن ملاذ آمن.
رغم كل هذه المعاناة التي يعيشها قطاع غزة والمجازر التي ترتكب والقصف المستمر، رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين إن “وقف إطلاق النار في الوقت الحالي لا يفيد سوى فصائل المقاومة “.
عناية ناصر