“الاتصالات”.. توجه لتطبيق مواصفة جديدة موفرة لكابلات نقل “الفايبر نت”
دمشق- رامي سلوم
كشف مصدر في الشركة السورية للاتصالات عن التوجّه لتطبيق مواصفة جديدة بديلة لكابلات نقل الانترنت الضوئي، أو ما يُعرف بالفايبر نت، لها خصائص وميزات سرعة وكفاءة نقل البيانات التي تتميّز بها الألياف الضوئية نفسها، غير أنها مصنّعة من مواد أقل كلفة، ما يمثل أحد الحلول المبتكرة لتخفيض كلف توصيل الانترنت “الفايبر” وعدم ملاءمته لغالبية شرائح المستخدمين.
وأوضح المصدر أن المشروع الجديد يوفر تنافسية عالية لخدمات “الفايبر”، ما يمنح الشركة مرونة أكبر لتنفيذ خططها الاستراتيجية الطموحة للتحول إلى الانترنت “الضوئي” بشكل كامل، خاصة وأنها عجزت عن تحقيق خطتها الاستراتيجية للعام الجاري التي تستهدف تركيب 7000 خط فايبر جديد، والتي لم يتجاوز المحقق منها 1500 خط.
وبيّن المصدر أن ارتفاع تكاليف الخدمة يؤدي لارتفاع رسوم الاشتراك فيها، وبالتالي ابتعاد غالبية المشتركين عنها، كونها خارج قدرتهم الشرائية إن صح التعبير، حيث تبدأ الرسوم الشهرية لخدمات الفايبر بنحو 63 ألف ليرة سورية لباقة 8 ميغا المنزلية، وتصل إلى أكثر من 600 ألف ليرة لباقات الأعمال، فيما عدا رسوم وتكاليف التركيب، ما يجعلها مخصّصة لشريحة محدّدة من المشتركين، وبعيدة عن متناول الغالبية منهم.
ولفت المصدر إلى أن إجمالي عدد المشتركين في خدمات الفايبر نت لا يصل إلى خمسة آلاف مشترك حتى اليوم، حيث تصطدم شبكة الانترنت الضوئي بالعديد من العوائق، أهمها ارتفاع تكاليف التركيب والبنى التحتية اللازمة، والتي تتطلّب حفريات جديدة لمدّ الشبكة وتوصيلها إلى مختلف المناطق، فيما عدا نوعية الكابلات والمعدات المكلفة، والتي لا تتلاءم مع قدرة المشتركين الحالية، وتقلص القدرة الشرائية للأجور ومستجدات الواقع المعيشي الطارئة.
ووفقاً للمصدر، تحاول الشركة عبر تطبيق المواصفة الجديدة العمل على تقليص التكاليف، ما يسمح بتحقيق انتشار أوسع للخدمة الجديدة، يحقق الجدوى الاقتصادية المطلوبة للعمليات التأسيسية، من حفر ومدّ الخطوط والتوصيلات، واستكمال الشبكة وانتشارها، بتوزيع التكاليف على نسبة أكبر من المشتركين.
وبيّن المصدر، أن تقنية “الفايبر” تتميّز بالعديد من المزايا التي لا يمكن تحقيقها عبر غيرها من وسائل نقل وتحميل البيانات، وذلك من خلال اعتمادها على الألياف الضوئية بدلاً من الأسلاك النحاسية لنقل حزم البيانات، ما يعزّز سرعتها وكفاءتها، بفعل الميزات والقدرات المختلفة للنطاق العريض للانترنت عبر الألياف الضوئية عن الانترنت المقدم من خلال اتصال الأسلاك النحاسية، والذي يعني بصورة أوضح نقل البيانات باستخدام الضوء بدلاً من الكهرباء، مما يجعله الخيار الأكثر تفضيلاً.
وأطلقت الشركة السورية للاتصالات الخدمة بشكلها الحالي في مناطق معروفة تتميّز بوجود شرائح مستخدمين يتمتّعون بقدرة مالية جيدة مقارنة بواقع المشتركين في المناطق الأخرى، والذين لديهم القدرة المادية لتسديد فواتير الاشتراك بخدمات الفايبر، لضمان استرجاع تكاليف التوصيل من خلال إيجاد عدد كافٍ من المشتركين، وذلك في محافظات دمشق وحلب وحمص وحماة وطرطوس واللاذقية والسويداء ودرعا، وهي في طريقها للتوسّع بشكلها الحالي.
ومن المتوقع أن يؤدي نجاح الخطوات الجديدة إلى طفرة حقيقية في تطبيق الخدمة، ما سينعكس إيجاباً على حركة الأعمال بشكل عام.