الاحتلال الإسرائيلي أسقط ما يعادل قنبلتين نوويتين على غزة
القدس المحتلة – عواصم – سانا
في سياق ممارساته غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الاحتياجات الأساسية إلى القطاع منذ بدء عدوانه في السابع من تشرين الأول الماضي، فقد أكدت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة أن الاحتلال يشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة المحاصر، مناشدة المجتمع الدولي بوقفه.
وأوضحت الكيلة في تصريحات أن وضع المنظومة الصحية في القطاع كارثي، إثر قصف الاحتلال المتواصل واستهدافه المشافي، ومنعه إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 22 ألف جريح في القطاع والعدد يزداد كل ساعة.
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بعدم الاكتفاء ببعض المواقف الخجولة التي لا تتعدى تشخيص الكارثة الإنسانية وجرائم القتل الجماعي التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية، وتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه التصفية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
وفي شأن متصل، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية”: إن الجوع يفتك بالفلسطينيين بعد أن توقفت المخابز في قطاع غزة عن العمل، جراء منع “إسرائيل” وصول الدقيق والوقود اللازم لتشغيلها منذ 27 يوماً.
ولفتت الصحيفة إلى تقديرات منظمة “أوكسفام ” الدولية التي تشير إلى أنه تم تسليم حوالي 2 بالمئة فقط من الغذاء المطلوب لإطعام سكان غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مبينة أن الجميع تقريباً في غزة يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، ما يعني أنهم لا يعرفون على وجه اليقين من أين ستأتي وجبتهم التالية.
وأكدت المنظمة أن “إسرائيل” تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2417 لعام 2018 الذي يحظر استخدام التجويع كأداة حرب ضد المدنيين، ويؤكد أن أي منع لوصول المساعدات الإنسانية يمثل انتهاكاً للقانون الدولي.
بدورها، أعلنت المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى إيمان الطرابلسي أن جميع المساعدات التي أدخلت إلى قطاع غزة غير كافية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الضخمة التي تتفاقم كل يوم.
وأضافت: إن الوضع لم يتغير على مستوى الاحتياجات الإنسانية، بل حصل العكس حيث يوشك قطاع الصحة على الانهيار التام، نظراً لعدم وصول الوقود وبالتالي عدم توفر الكهرباء وهو وضع كارثي بالنسبة للمستشفيات إذ يتسبب الأمر بانقطاع الخدمات بشكل تام داخلها مع غياب الكهرباء”، لافتة إلى أن “الرضع في الحاضنات قد يفقدون حياتهم في أي لحظة نتيجة غياب الكهرباء”.
إلى ذلك، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال أسقط أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة المحاصر، أي ما يعادل قنبلتين نوويتين منذ بدء عدوانه عليه، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف بأن طائراته قصفت أكثر من 12 ألف موقع في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل، بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلوغرامات من المتفجرات.
وأشار المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في آب 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات، مبيناً أن التطور الذي طرأ على زيادة وفاعلية القنابل مع ثبات كمية المتفجرات يجعل الكمية التي أسقطت على غزة ضعفي القنبلة النووية، فضلاً عن تعمد (إسرائيل) استخدام خليط يعرف بـ “آر دي إكس” الذي يطلق عليه اسم “علم المتفجرات الكامل” وتعادل قوته 1.34 قوة الـ “تي إن تي”.
وأوضح المرصد أن ذلك يعني أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع، بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومتراً مربعاً.
من ناحيتها، أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) المجزرتين اللتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا بقطاع غزة.
وقالت المنظمة في حسابها على منصة إكس: “مشاهد المجزرة التي وردت من مخيم جباليا عقب الغارات يومي الثلاثاء والأربعاء مرعبة”، مضيفة: “إن العديد من الأطفال من بين الضحايا”.
وجددت اليونيسف الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود.