كوميديا سوداء…!
وائل علي
من الممكن أن نفهم حركة السوق التجارية والاحتكارية وادعاءاتها وألعابها والتفافاتها الأفعوانية على رقاب المستضعفين المفطورة على مفاهيم “التجارة شطارة”، و”حلال عالشاطر”، “ودبر راسك”، الطالعة من عباءة المصلحية والنفعية البحتة والجشع والاستغلال، مستفيدين من غياب البوصلة التصويبية للمؤسسات الزاجرة، وقلة حيلتها، وربما تواطئ بعض كوادرها في بعض الحالات!
وقد يتذرع البعض من أصحاب المهن العلمية الطبية والهندسية والحقوقية والتدريسية والتعليمية الخاصة، ابتداء من الحضانات ورياض الأطفال والتعليم الأساسي والثانوي باختصاصاته، والمتوسط بفروعه، وصولا للتعليم العالي الخاص، بـ “حركة السوق” هذه لتقاضي رسوم تسجيل وأتعاب وأجور مرتفعة!
ولا ننسى بطبيعة الحال أصحاب الحرف ومهن الظل بصنوفها، والتي لا حدود للأجور التي تتقاضاها الغالبية الغالبة منهم، مستغلين صعوبة تعرفة الأجور خارج مؤسسة الضمير والمعقول وسط سيل الفوضى الجارف المنفلش من كل عقال…!
صحيح أن من حق الجميع أن يعيش ويحيا بكرامة وينعم ببحبوحة العيش، لكن أليس بالإمكان إبقاءها بعيدا عن المغالاة والمبالغة والحد من غلوائها…!؟
وإلى أن نصل يوما لصوغ وضبط مختلف لهذه الكوميديا السوداء، يبقى الخاسر الأكبر والوحيد هؤلاء المسحوقين والمنسيين والمعذبين الذين تعتاش على أطباقهم أشجار اللبلاب ومسطحات الطحالب…!