الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

برعاية الرئيس الأسد.. بدء أعمال المؤتمر العام لنقابة المعلمين.. الهلال: المقاومة جوهر الأمة ومعدنها وإنسانيتها

دمشق- محمد عباس

برعاية السيد الرئيس بشار الأسد، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بدأت اليوم أعمال المؤتمر الثاني عشر لنقابة المعلمين تحت شعار “بالعلم والوعي والمعرفة نحصن أبناءنا ونبني الوطن”، ومثّل السيد الرئيس في المؤتمر الرفيق المهندس هلال هلال الأمين العام المساعد للحزب.

واستهل الرفيق الهلال كلمته بنقل تحية الرئيس الأسد للحضور ومهم إلى كل معلمي سورية، مؤكداً أهمية ورمزية رعاية الرفيق الأمين العام لهذا المؤتمر.. القائد الذي أبدع في علم وفن صناعة التاريخ.. القائد الذي بقي صلباً قوياً متماسكا.. المعلم الأول.
وأضاف الرفيق للهلال: هذا المؤتمر سيعلن بقراراته وتوجهاته بداية مرحلة أكثر تطورا في مجال التربية والتعليم، منوهاً بأنه من حسن الطالع أن ينعقد هذا المؤتمر في شهر تشرين، حيث سطر فيه بواسل الجيش العربي السوري الملحمة ومرغوا أنف جيش العدو الذي كانوا يسمونه “لا يقهر” بالتراب، ليأتي بعد نصف قرن. وبعد أن ظن للجميع أن القضية الفلسطينية اندثرت- ليأتي بواسل المقاومة ويمرغوا أنف الجيش الصهيوني بالتراب مجدداً.


وأكد الرفيق هلال أن الشعب السوري استطاع على مدار سنوات طويلة التصدّي لأكثر الحروب همجية لتميزه بالقدرة ومعجزة والإرادة القوية لحماية استقلاله، ومن معالم هذا التميز الإصرار على استمرار الحياة الدستورية والقانونية والنقابية وعقد الاستحقاقات في مواعيدها على المستويين الشعبي والرسمي.
وأشار هلال الى أن الأهم من عقد هذه الاستحقاقات هو تعزيز مضمونها لأن ارتفاع مستوى التحديات التي نواجهها كشعب وأمة يتطلب تحدياً نوعياً في مجالات النشاط العام. ولا شك أن مجال التربية والتعليم يحتل المركز الأول بين هذه المجالات، وإذا كانت المجالات الأخرى تهتم بالنواحي المادية للمجتمع، فإن مجال التربية والتعليم يهتم ببناء الإنسان الذي هو “الأساس في الحياة والذي هو منطلق الحياة”.
وأضاف الرفيق الهلال: إن مهمة المعلمين لا تقتصر على زرع بذور العلم والمعرفة لدى الأجيال، وإنما هناك أمر آخر يشكل مستنداً لتوجيه المعرفة، لافتاً إلى أن الوعي الذي يبث في نفوس الأجيال روح المقاومة والثقة بالنفس والقدرة والإيمان المطلق على تخطي الصعاب والتمسك بقيمنا وعروبتنا جوهراً لوجودنا، فالوعي والارادة غاية المعرفة وهدفها.
ونوّه الرفيق الأمين العام المساعد بأن ما نشهده في فلسطين اليوم وفي غزة بشكل خاص من عمليات توغل وحشية وإبادة جماعية وقتل للأطفال والمدنيين العزل، يثبت وحشية هذا الكيان الصهيوني، وهو دليل واضح على خوفه من “المقاومة الأسطورية” التي أصبحت تمثل جوهر الأمة العربية ومعدنها وإنسانيتها لأنها مقاومة من أجل حقوق الأمة ونصرة المظلوم ومن أجل الإنسان والإنسانية؛ فما دامت الإنسانية مستمرة فمقاومة الظالم ستستمر حكماً.
وفي ختام حديثه تمنى الرفيق الهلال النجاح لأعمال المؤتمر، معرباً عن أمله بأن يكون هذا المؤتمر منطلقاً أساسياً في تعزيز الوعي لدى الأجيال القادمة بناة المستقبل، رافعي راية العروبة والحرية والاستقلال.
٩
من جانبه أكد المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء في تصريح للإعلاميين على هامش المؤتمر أن شريحة المعلمين تأتي في مقدمة اهتمامات الحكومة التي تحرص وتعمل على تحسين واقعها وتطوير البنية التعليمية، مبيناً أهمية دور المعلمين في نشر الوعي وتكريس مفاهيم الوحدة الوطنية والتعاون والتعاضد، وأن سورية واحدة بكل مكوناتها.

واعتبر المهندس عرنوس أن المعلم هو من يبني القيم والمعرفة ودوره مهم خلال المرحلة القادمة في بناء الإنسان، وفي تصحيح القيم والمفاهيم التي سادت خلال فترة الظلام التي حاول الإرهابيون فرضها إبان الحرب الظالمة على سورية، مشيراً إلى أن الحكومة تقدّم كل الدعم لهذه الشريحة التي هي في قلب الرئيس الأسد.
بدوره نقيب المعلمين في سورية وحيد الزعل أكد أن هذا المؤتمر يعقد بمزيد من الواجب والمسؤولية للارتقاء بالعمل النقابي في كل مستوياته من خلال مناقشة جادة وموضوعية وبروح من الشفافية والقراءة التحليلية الهادفة لرسم استراتيجية عمل وآلية تنفيذ في إطار العلاقة التشاركية مع وزارتي التربية والتعليم العالي لتعزيز مكانة المعلم المؤتمن على تنشئة جيل يواجه التحديات، وينتمي إلى الوطن ويحافظ على الثقافة والعادات واللغة العربية والانتماء القومي.
وأكد الزعل أن المعلمين كما وصفهم الرئيس الأسد “جنود في معركة بناء الإنسان والعقل والفكر.. جنود في معركة تصحيح مفاهيم الجهل والتخلف.. جنود في الدفاع عن ثقافتنا وهويتنا وانتمائنا. من خلال تحصين ابنائنا بالوعي والعلم والمعرفة”.
من ناحيته أشار الدكتور محمد عامر مارديني وزير التربية، إلى أن المعلمين هم أحد أهم الأعمدة التي ترفع بنيان المجتمعات وتساهم في تطورها على جميع الصعد.
وأكد الوزير مارديني أن المعلمين على مرّ العصور يضطلعون بدور رئيسي في تنشئة الأجيال وتصويب بوصلتها نحو الوجهة الفكرية والأخلاقية والعلمية السليمة ومنعها من الإنحراف عن المسار المستقيم نحو التقدّم والرقي والإزدهار المعرفي والثقافي.
وأوضح مارديني أن النظم التربوية والتعليمية المتطورة التي جعلت من تطوير الأداء وتعزيز الكفاءات حاجة ملحة، حيث شهدت السنوات العشرون الأخيرة نمواً ايجابياً لافتاً في البنية التربوية ارتبط بتطور تقني عبر استخدام وسائل التواصل وتنوع طرائق الحصول على المعرفة بحيث أصبح المعلم مخططاً وميسراً للتعليم، وتطلّب الأمر من المعلم والمتعلم الاستعداد لمواجهة المستجدات والمواقف غير المتوقعة وإيجاد الخطط والحلول البديلة واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، ما جعل عملية التعليم والتعلّم مسؤولية جبارة ونوعاً من البطولة والنضال الإنساني في سبيل تعزيز الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية والسلوك القويم.
وفي تصريح للإعلاميين، لفت سفير السلطة الفلسطينية في سورية سمير الرفاعي إلى أن حضوره المؤتمر هو للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني والسوري شعب واحد، منوهاً بأن جميع مؤتمرات المنظمات الشعبية في سورية شدّدت على دعمها للقضية الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى النصر.
وتخلل افتتاح المؤتمر الذي يستمر يومين فقرات فنية ومسرحية، وعرض فيلم قصير عن المعلم، وفقرة فنية بعنوان “تحية إلى غزة”، إضافةً إلى تقديم رسالة تضامن من معلمي سورية إلى سفير السلطة الفلسطينية، دعماً للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في مواجهة الإحتلال.
كما تم توزيع أعضاء المؤتمر على مجموعة لجان لمناقشة التقارير وتقديم المقترحات والتوصيات.
في الختام تم تقديم درع الوفاء والولاء لراعي المؤتمر الرئيس الأسد – تسلمه عنه ممثل راعي المؤتمر الرفيق الهلال.
حضر افتتاح المؤتمر رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية اللواء محمد الشعار، وعدد من الرفاق أعضاء القيادة المركزية للحزب، وأعضاء مجلس الشعب، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم، والأمين العام المساعد لاتحاد المعلمين العرب رزان فرجاني، وعدد من الرفاق أمناء فروع الحزب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.