التدخل المبكر لأطفال الاحتياجات الخاصة ضرورة ملحة لدمجهم في مجتمعاتهم
دمشق- حياة عيسى
تطمح وزارة الصحة للوصول إلى مجتمع تتحقّق فيه المساواة بين الأطفال في جميع الحقوق ونواحي الحياة المختلفة، وذلك من خلال تطبيق برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة عند الأطفال، للاستفادة من قدراتهم كمساهمين فاعلين في المجتمع، لهم الحق في الحياة والتعلم.
مسؤول برنامج الرعاية المتكاملة لأمراض الطفل IMCI.في وزارة الصحة الدكتور خالد مصطفى بيّن في حديث لـ”البعث” أنه تمّ التعاون بين كلّ من وزارة التعليم العالي وكلية العلوم الصحية، وبالتشاركية مع منظمة اليونيسيف، للقيام بدورات تدريبية على مراحل متسلسلة مؤلفة من تسع تدريبات (تأهيل سمعي، تعديل سلوك، إرشاد نفسي، اضطرابات طيف التوحد، مظاهر وتشخيص وبرامج علاجية، اضطرابات النطق والتعلم)، وذلك بهدف تفعيل البرنامج في محافظتي حماة واللاذقية بمعدل مركز في كلّ محافظة، ولاسيما أنه تمّ بدء العمل بتطبيق برنامج التدخل المبكر للإعاقة عند الأطفال في خمسة مراكز بمحافظة طرطوس منذ عام 2008، إلا أن العمل توقف فيها نتيجة الحرب والظروف التي مرّ بها البلد، ليعاود الانطلاق من جديد عام ٢٠١٨ حتى الآن، مع تكثيف جهود لتخديم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الولادة وحتى عمر 9 سنوات وفق البرامج التدريبية (بورتج، توحد، نفسي حركي، علاج فيزيائي، نطق، بكس)، مع الإشارة إلى أن الهدف من البرامج يكمن في القدرة على دمج الطفل، إما أكاديمياً أو اجتماعياً، حسب حالة كلّ طفل ونشر الوعي بأهمية التدخل المبكر على مستوى مديرية الصحة والمراكز التابعة لها، إضافة إلى استقبال طلاب كلية التربية والمعهد الصحي ومدرسة التمريض لحضور جلسات تدريبية مع الأطفال، والتنسيق مع مركز رعاية الوليد من أجل تخطيط جذع الدماغ وتخطيط سمع لمن هم بحاجة من الأطفال بشكل مجاني، والمشاركة بالأنشطة التي تخصّ المعوق على مستوى المحافظة، والتعاون الفعّال بين المركز والأسرة.
وتابع مصطفى أن التشخيص المبكر يمثل أول الخطوات الإجرائية التي تهدف إلى الكشف المبكر عن مختلف الاضطرابات المعرفية والسلوكية والصحية والحركية، ويمكن تصنيف حالات الإعاقة التي تستطيع الاستفادة من خدمات التدخل المبكر في (الأطفال الأكثر عرضة للإصابة من ناحية وراثية أو بيئية، الأطفال المتأخرين نمائياً، الأطفال المتأخرين حركياً، الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في التواصل، الأطفال الذين يعانون من مشكلات سلوكية، الأطفال الذين يعانون من اضطرابات شديدة، الأطفال المصابين في أحد الجوانب الحسية التالية (السمعية– البصرية– السمعية والبصرية معاً).
وأكد مصطفى أن مشروع التدخل المبكر يطبّق على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الولادة وحتى سن ٩ سنوات، ويقوم بتدريب الأم على كيفية تعليم طفلها والتعامل معه، ولذلك فهو برنامج تثقيفي للأمهات يؤهلهن ليصبحن المدرّسات الحقيقيات لأطفالهن، ويطبق البرنامج على الأم والطفل داخل المنزل لأنه أكثر ملاءمة للطفل وبيئته، من خلال القيام بزيارات للأم والطفل مرة كلّ أسبوع ولمدة ربع ساعة من قبل فريق مختص ومدرّب، وذلك بهدف الوصول إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صغار السن في مختلف أماكن سكنهم مهما بعدت.