اسرائيل في مواجهة العالم !…
د. مهدي دخل الله
التصدي البطولي للشعب الفلسطيني في غزة ، وكذلك جرائم الصهاينة الوحشية ضد هذا الشعب ، كل هذا أتى أُكله سياسياً ، فقد بدأ صبر الغرب على سياسات الكيان التوسعية يضعف بشكل واضح . ولو أن أبطال فلسطين لم يتصدوا للعدوان لما ظهر إلى العيان الخلاف بين الصهاينة وحماتهم في الغرب .
الخلاف ظهر بين الطرفين ، الغرب والكيان ، منذ قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة عام /1948/ والذي يقسم فلسطين إلى قسمين عربي وإسرائيلي . بعد ذلك حصلت الحرب الأولى بين العرب والكيان حيث استطاع الصهاينة التوسع خارج ما اعطتهم الأمم المتحدة وحافظ العرب من فلسطين على قسمين ، الضفة وغزة . الأولى انضمت للأردن والثانية لمصر . كانت هذه خطة بريطانية حيث كان جيش إدارة شرق الأردن يقوده ضابط انكليزي ( غلوب باشا ) والجيش المصري أيضاً كان تحت قيادة وتوجيه بريطاني أيام الملك فاروق ..
عام /1967/ تمدد الصهاينة ليأخذوا فلسطين من البحر إلى النهر إضافة إلى أراضٍ عربية أخرى من مصر وسورية ولبنان . لم يوافق العالم على هذا التمدد لأن الفكرة الأساسية كانت أن لا تقوم إسرائيل على الأرض الفلسطينية كلها وإنما تقتسمها مع الفلسطينيين استناداً إلى قرار التقسيم مع الاعتراف لإسرائيل بما يسمى حدود /1948/ .
هذا الموقف العالمي ، الغربي والسوفيتي ( الروسي حالياً ) والصيني ، مازال قائماً وهو الاعتراف بإسرائيل لكن ليس على كل الأرض الفلسطينية . أما لماذا لم يتحقق هذا المشهد حتى الآن فهي مشكلة الجانب العربي الذي تحاول المقاومة في فلسطين وسورية ولبنان إيقاظه من سباته ..
اليوم لم يعد العالم يحتمل بقاء فلسطين بعيدة عن الحل الأممي ، لأن حل الدولتين أضحى ضرورة لكي يطبع العرب مع الكيان ، ولكي يعمل ( طريق بايدن ) المناهض لطريق الحرير ( من الهند إلى حيفا فأوروبا عبر الخليج ) والذي يتطلب تطبيعاً كاملاً بين الخليج وإسرائيل يسهل هذا التوجه الاستراتيجي المهم بالنسبة لأمريكا والغرب عموماً ..
كل هذا يمكن أن يفسر إصرار الغرب ، بما فيه أمريكا ، على حل الدولتين اليوم . وهو الأمر الذي يغضب الصهاينة الحالمين بالجغرافيا من البحر إلى النهر . ولاشك في أن للمقاومة الفضل في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة على المستوى العالمي ..
mahdidakhlala@gmail.com