بوتين : التعاون بين روسيا والصين عامل في استقرار الوضع الدولي ويكتسب أهمية متزايدة في المجال العسكري
موسكو – تقارير
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التعاون بين روسيا والصين يعد عاملاً جدياً لاستقرار الوضع الدولي، كما يكتسب أهمية متزايدة خاصة في المجال العسكري بينهما.
ونقل موقع “آر تي” عن بوتين قوله خلال لقاء مع نائب رئيس المجلس العسكري المركزي الصيني تشانغ يوشيا في موسكو: إن التعاون بين البلدين يحمل طابعاً بناءً، ويعتبر عاملاً جدياً في استقرار الوضع الدولي”، مشيراً إلى أن “روسيا والصين لا تبنيان أي تحالفات عسكرية على غرار عهد الحرب الباردة”.
وأضاف بوتين: “تعاوننا واتصالاتنا أصبحت ذات أهمية متزايدة… أما المجال العسكري التقني فنحتل مركز الصدارة في مجالات التكنولوجيا الفائقة أي الفضاء، بما في ذلك المجموعات العاملة في المدار العالي مع الأخذ في الاعتبار أنواع الأسلحة الحديثة والواعدة والتي ستضمن أمن كل من روسيا والصين”.
وفي مجال التعاون الاقتصادي كشف بوتين عن اهتمام موسكو وبكين بالمنصات الإقليمية التي تكتسب طابعاً عالمياً أكثر فأكثر مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس”.
من جهةٍ أخرى، أكد بوتين أن هناك دولاً تحاول تقويض الحكومات الشرعية والقيم التقليدية، وزعزعة الوضع بشكل عام في الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة.
وقال بوتين: إن “النزاعات القديمة تصاعدت في عدد من المناطق وظهرت بؤر صراع جديدة وعلى وجه الخصوص في الشرق الأوسط، حيث تم تأجيج جولة جديدة من المواجهة والتي يعاني منها المدنيون في المقام الأول”، مشيراً إلى أن حالة عدم الاستقرار العالمي تنعكس أيضاً على أوراسيا.
وفي شأنٍ متصل، كشف ألكسندر ستيرنيك مدير الإدارة الثالثة لبلدان رابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية أن واشنطن تحاول توسيع نفوذها في كازاخستان من خلال برامج تدريب العسكريين وقوات حفظ السلام.
وقال الدبلوماسي الروسي: “يتم هناك منذ عام 2006، تدريب العسكريين وعناصر الشرطة والموظفين المدنيين وفقاً لمعايير الناتو، ومن الواضح أن الجانب الأمريكي يحاول الترويج لنفسه بمثل هذه الإجراءات بهدف توسيع نفوذه في كازاخستان من خلال برامج تدريب قوات حفظ السلام والعسكريين بشكل عام”.
ولفت إلى أنه لا يخفى الاهتمام الوثيق من جانب الغرب وشركائه بمنطقة آسيا الوسطى، إذ إنهم لا يخفون حججهم في فرض العقوبات الثانوية، بل يلوحون بها علناً أمام الدول ذات السيادة بسبب علاقاتها التجارية والاقتصادية والدفاعية والعسكرية التقنية القانونية تماماً مع بلادنا.
إلى ذلك، بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نائب رئيس المجلس العسكري المركزي الصيني قضايا التعاون العسكري بين البلدين.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن شويغو أكد خلال الاجتماع أن العلاقات الروسية الصينية في المجال العسكري تتطور بشكل مطرد، وأن ديناميكية الاتصالات العسكرية تشير إلى مستوى عالٍ من التعاون العسكري بين الجانبين.
بدوره نوه نائب رئيس المجلس العسكري المركزي الصيني بوصول علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي بين الصين وروسيا إلى أعلى مستوى، مبيناً أن “الجانبين يدعمان بعضهما البعض دائماً في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية للطرفين، ويتعاونان بشكل وثيق في الشؤون الدولية والإقليمية”.
وفي سياق آخر، أكد أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف أن الغرب يخلق الأزمات في دول غير مرغوب بها، باستخدام الابتزاز والتلاعب بالرأي العام والتهديد باستخدام القوة.
وقال باتروشيف: “إن الغرب (بقيادة واشنطن) يحاول عمداً زعزعة استقرار الوضع في البلدان غير المرغوب بها، من خلال إثارة ودعم حالات الأزمات هناك”، موضحاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها “يدمرون بشكل منهجي نظام القانون الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، ويفرضون على العالم ما يسمى بالنظام القائم على القواعد، وهي القواعد التي يضعونها وحدهم حصرياً لمصالحهم الخاصة”.
من جهته، قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف: إن الولايات المتحدة تجاوزت بشكل واضح القيود المفروضة بموجب معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وليس لديها خطط لحوار أمني مع روسيا بشأن الأمن الجماعي.
وأضاف أنطونوف: إنه حتى الاحتفاظ الرسمي بمشاركة موسكو في المعاهدة بمثل هذه الظروف كان غير مقبول من وجهة نظر مصالح روسيا الوطنية، موضحاً أنه “مع قرار الانسحاب من المعاهدة ترسل روسيا إشارة واضحة بأن محاولات بناء الأمن العسكري في أوروبا دون مراعاة مخاوفنا محكومة بالفشل، حان الوقت للأمريكيين وحلفائهم أن يتوقفوا عن المبالغة في تقدير قوتهم”.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت 5 طائرات حربية و31 مسيرةً لقوات كييف، وقضت على نحو 580 جندياً أوكرانياً.
كما تصدت القوات الروسية لهجمات قوات كييف في محاور كوبيانسك وزابوروجيه، ودمرت مستودعاً للذخيرة تابعاً للواء 127 للدفاع الإقليمي الأوكراني في دونيتسك.
واستهدفت القوات الروسية بنجاح مركز القيادة المشتركة للفيلق العاشر للقوات الأوكرانية، ودمرت محطة رادار لمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات “إس 300” في منطقة أوديسا.
كذلك اعترضت القوات الروسية 11 صاروخاً من نظام “هيمارس” وقنبلتين موجهتين من طراز “جي دي إيه إم” أمريكية الصنع.
بدوره، أفاد حاكم مقاطعة خيرسون فلاديمير سالدو بإسقاط 3 صواريخ أوكرانية فوق منطقة غينيتشيسكي بالمقاطعة، وسقطت شظاياها على الأرض خارج المناطق المأهولة بالسكان، وفق المعطيات الأولية”.