“إسرائيل” حاملة طائرات أمريكية
تقرير إخباري
هذا ما قاله المرشح الرئاسي الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، الذي أكّد أن اختفاء “إسرائيل” من هذا العالم، يعني أن روسيا والصين ودول “بريكس” ستسيطر على 90% من النفط في العالم، وسيكون ذلك كارثياً على أمن أمريكا.
لا شكّ أن هذا الكلام فريد من نوعه من أحد المسؤولين الأمريكيين المرشحين لاستلام السلطة في بلاده، إذ إنه يعترف بشكل واضح أن هذا الكيان يشكّل قاعدة متقدّمة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، تؤدّي دوراً وظيفياً يتمثّل في نشر الفتن والقلاقل في المنطقة ومنعها من الخروج من الهيمنة الأمريكية على مقدّراتها من النفط والطاقة.
لقد صرّح جونيور بأن سبب دعم الولايات المتحدة لـ”إسرائيل”، هو أنها “حصن لنا في الشرق الأوسط، ويشبه تقريباً وجود حاملة طائرات في الشرق الأوسط. إنها أقدم حليف لنا، وكانت حليفتنا منذ 75 عاماً. لقد كانت حليفة لنا من حيث التكنولوجيا والتبادل وبناء القبة الحديدية التي دفعنا ثمناً كبيراً منها”.
وهذا يعني أن الولايات المتحدة هي التي تقف فعلياً خلف النكبة الفلسطينية منذ 75 عاماً، وأن “إسرائيل” هي المنفّذ والمرتكب للجريمة على الأرض.
فالأمر إذن هو هذا الدور الوظيفي الذي يقوم به هذا الكيان، ولا حاجة لواشنطن بهم كأصحاب ديانة مثلاً إلا بقدر ما يمثّلونه من خدمة للصهيونية العالمية في السيطرة على مقدّرات العالم انطلاقاً من هذا المنطقة التي تعدّ شريان العالم الرئيسي وتحتل الموقع المتوسّط فيه.
فالنفقات العسكرية 75% منها تذهب إلى الشركات الأمريكية بموجب اتفاقية مذكرة التفاهم، وما يحدث في وسط العالم الآن، هو أن أقرب الحلفاء لإيران وهما روسيا والصين ودول بريكس، بانضمام المملكة العربية السعودية الآن إلى “بريكس”، ستسيطر على 90% من النفط في العالم، وهذا هو مربط الفرس في الاهتمام الأمريكي بـ”إسرائيل”، وبالتالي لا سبيل للتملّص من دعم هذا الكيان لأن الولايات المتحدة الأمريكية تربط مصيرها بمصير هذا الكيان، وتعدّ زواله مؤشّراً رئيسياً على بداية انهيار الإمبراطورية الأمريكية، وانحسار دورها في العالم، وربّما على تفكّكها.
ولأن “إسرائيل” هي سفيرة الولايات المتحدة وأداتها، فإن وجودها على قيد الحياة يمنحها آذاناً وأعيناً في الشرق الأوسط.. إنها تمنحها الاستخبارات، والقدرة على التأثير في شؤون الشرق الأوسط. إذا اختفت “إسرائيل”، فإن روسيا والصين ستسيطران على الشرق الأوسط، وعلى 90% من النفط في العالم، وسيكون ذلك كارثياً على الأمن القومي الأمريكي.
ولا شكّ أن رسالة جونيور هذه تحكي لسان حال المسؤولين الأمريكيين وطبيعة العلاقة الحقيقية التي تربطهم بـ”إسرائيل”، وهذا ما يؤكّد أن الولايات المتحدة هي التي تدير جميع الحروب الصهيونية في المنطقة.