دراساتصحيفة البعث

اعتقال عهد التميمي أيقونة القضية الفلسطينية

هيفاء علي

أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي عن اعتقال الناشطة الفلسطينية الشابة عهد التميمي (22 عاماً)، أيقونة القضية الفلسطينية حول العالم، خلال مداهمة في الضفة الغربية، بتهمة “التحريض على العنف في بلدة النبي صالح”.

وعهد التميمي، الفتاة الفلسطينية الشابة اشتهرت على الصعيدين الوطني والدولي بسبب نضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي أثناء تحديها لجنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح مكان ولادتها، الواقعة غرب رام الله، في آب2012، وذلك في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية.

ومنذ طفولتها عُرفت عهد بين أقرانها أنّها دائمة التصدي والتحدي لجيش الاحتلال في اعتداءاته على عائلتها وجيرانها، إذ تمكنت ووالدتها من تخليص شقيقها محمد من يد قوات الاحتلال التي حاولت اعتقاله. وشاركت عهد منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضاً للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها، وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تماماً، وترى أنّ الخروج في المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار في النضال.

وعن متابعة تحصيلها العلمي خلال فترة سجنها: قالت عهد التميمي أنها كانت تشعر بقلق كبير في السجن من احتمال خسارة شهادة الثانوية العامة، كونها سجنت في السنة التي يتوجب فيها على طلاب المدارس تقديم تلك الشهادة. ولم يقف الأمر عند الثانوية العامة، بل استطاعت الأسيرات، وفقاً لعهد، أن يعقدن دورات في مجال القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني حتى يتعلمن المزيد.

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن عهد التميمي صباح يوم الأحد 29 تموز2018 بعد سجنها لثمانية أشهر، ونقل الإسرائيليون عهد ووالدتها التي سجنت أيضاً بسبب التهمة ذاتها، من سجن داخل إسرائيل إلى معبر جبارة جنوب مدينة طولكرم، الذي يؤدي إلى الضفة الغربية حيث تعيشان.  فور إطلاق سراحها، قالت إن قضاءها ثمانية أشهر في سجون الاحتلال الإسرائيلي غيّرها كثيراً، لكنها ليست نادمة على صفع الجنديين، وأنها كانت ستفعل الشيء نفسه حتى ولو عرفت أنها ستقضي 8 أشهر في السجن، لأن هذا ليس سوى رد فعل طبيعي على وجود الجندي في بيتها، وإطلاقه النار على أهل بلدتها، وإنها ولو ضربته فإن غيرها كان رُبما سيقتله.

بعد الإفراج عنها، استمرت عهد في نضالها ضد الاحتلال وشاركت في مختلف الفعاليات والنشاطات السياسية والاجتماعية الداعمة للقضية الفلسطينية. أثرت عهد التميمي على المجتمع  بطرق مختلفة كتأثيرها على الوعي الدولي، حيث أصبحت عهد رمزاً للنضال الفلسطيني وحقوق الأطفال في مناطق النزاع، وساهمت بزيادة الوعي الدولي حول القضية الفلسطينية. كما حصلت على دعم وتضامن دولي كبير، وتلقت جوائز عديدة من مختلف المنظمات والهيئات الدولية.
أصبحت عهد التميمي أيقونة وطنية بالنسبة للفلسطينيين، الذين رأوا في وقوفها في وجه جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح شجاعة كبيرة. وأصبح وجه عهد في كل مكان وفي كل شارع وانتشرت اللوحات الجدارية لصورتها كما بدأ الفلسطينيون يحملون صورها في المظاهرات.

واعتبرت التميمي كإحدى الرموز الجديدة للمقاومة الفلسطينية للاحتلال العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية. كان العديد من الفلسطينيين قد احتجوا على ظروفهم المعيشية، لكن التميمي كانت إحدى الناشطين القلائل الذين اعتُرف بهم دولياً كمعبرين عن القضية الفلسطينية. يُنسب إليها الفضل في تنشيط الفلسطينيين الذين عانوا بسبب سنوات من بناء المستوطنات الإسرائيلية، وتجديد الاهتمام الدولي بخصوص احتلال “إسرائيل” للضفة الغربية.