حان موعد استبدال “نتنياهو”
تقرير إخباري
لم يعد نتنياهو في موقع ثقة داخل الحكومة الإسرائيلية، ويبدو أن حلفاؤه الآن يوضحون أن استقراره السياسي قد انتهى، وأنه لم يعد هناك أي أمل في مستقبل مستدام لحكومته. هذا ما كشف عنه بايدن في تصريحه مؤخراً خلال لقاء مع مستشاريه في البيت الأبيض، أنه يعتقد أن أيام شريكه الإسرائيلي أصبحت معدودة، وشكك في قدرة نتنياهو على تجاوز آثار الأزمة السياسية والأمنية الإسرائيلية الخطيرة مهما كانت نتيجة الصراع.
وبالتالي، يبدو أن بقاء نتنياهو السياسي كان موضوعاً متكرراً في البيت الأبيض منذ رحلة بايدن الأخيرة إلى تل أبيب، حتى أن الرئيس الأميركي طلب من نتنياهو أن يفكر بجدية في “الدروس المستفادة” من الأحداث الأخيرة من أجل نقلها إلى خليفة محتمل -وهو ما يعني القول إن نتنياهو ليس لديه أي فرصة للبقاء في السلطة لفترة طويلة.
وبحسب مراقبين، فان هذا التشاؤم السياسي تجاه نتنياهو مرده إلى تعمق الأزمة السياسية في “إسرائيل”، حيث أصبح نتنياهو هدفاً للانتقادات بشكل متزايد، وأيا كان السيناريو المحتمل لنهاية العدوان الراهن على قطاع غزة، لا يبدو نتنياهو محصناً من غضب المعارضة، فإذا قام بتصعيد الهجمات فسيتم اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وإذا قلل من الكثافة العسكرية فسوف يُتهم بالإهمال. وحتى لو حقق أهدافه بأكبر قدر ممكن من الفعالية، فإنه سيظل عرضة للانتقاد لفشله في منع وقوع أحداث السابع من تشرين الأول، التي شكلت ضربة قوية للسلطات الإسرائيلية.
لذلك حتى أفضل السيناريوهات بالنسبة “لإسرائيل” في هذه الحرب لن يُبقي على الأرجح نتنياهو في السلطة، لأن رعب الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول سيظل قائماً، ولأن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يعزون بالفعل المشكلة الأمنية بشكل مباشر إلى سياسات نتنياهو. على العكس من ذلك، حتى لو طال أمد الحرب أو إذا فتحت جبهات أخرى فإن نتنياهو في طريقه للخروج، لأن الإسرائيليين يتساءلون علناً بالفعل عما إذا كان هو الشخص المناسب حقاً.
وعليه، يبدو وضع نتنياهو أكثر تعقيداً بالنظر إلى الخلافات العديدة القائمة بينه وبين مسؤولي استخباراته ودفاعه، حيث نشر مؤخراً، رسالة مثيرة للجدل حول هذه القضية. ويبدو واضحاً أن نتنياهو يخلق عداوات أكثر من التحالفات في الوضع الحالي، ولن يتغير ذلك في أي وقت قريب، حيث يميل الصراع إلى التصعيد بشكل كبير. ومع الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال غاراته البرية المحدودة النطاق في قطاع غزة، فإن الضغط على نتنياهو سيزداد حدة، وسينظر إليه المزيد من الإسرائيليين على أنه شخصية سياسية ضعيفة ومهزوزة وفاسدة.
يجب أن يتذكر الجميع أن بايدن ونتنياهو لم يكونا صديقين حميمين على الإطلاق، فالرئيس الأمريكي الحالي، ينحاز إلى جناح آخر من الصهيونية السياسية -جناح أكثر “يسارية”، منحاز للأجندات العالمية والأيديولوجية “المستيقظة” -في حين أن نتنياهو .
وكما هو الحال دائماً قبل الأحداث المهمة مثل استبدال رئيس الدولة، فإن الرأي العام يكون مستعداً مسبقاً، وهذا هو هدف وسائل الإعلام الغربية من الكشف عن محادثات البيت الأبيض حول نتنياهو، حيث أرادت إظهار أن التغيير على وشك الحدوث في أي لحظة، ومن الممكن بالتالي تقديم رد إيجابي على معارضي نتنياهو، وفي الوقت نفسه تهيئة من تبقى من مؤيديه لمصير “حتمي”.
هيفاء علي