حفل توقيع كتاب “لحظة ما قبل الرقاد”
حلب-غالية خوجة
بأجواء تنوعت بين قراءة أجزاء من الرواية، وقراءات نقدية لكل من الأديبين أيمن الحسن وعمر جمعة، ومداخلات وأسئلة من الحضور الحاشد لا سيما الجيل اليافع والشاب، احتفى المركز الثقافي العربي في العزيزية بتوقيع كتاب “لحظة ما قبل الرقاد ـ حكايا الحرب” للأديبة الشابة راما شحاده بعد عملها الأول “سلام عليكم بما صبرتم”.
قدم وأدار الندوة الحوارية المصاحبة لحفل التوقيع جهاد الغنيمة مدير المركز، وتحدث الأديب أيمن الحسن عن النقد كبوصلة لأي عمل أدبي ليقرأ الفنيات والهنّات، وحكايات الحرب لا تحصى في وطن يقصف ويحاصر، وشعبه يذهب إلى الموت من أجل هذا الوطن.
وأضاف: ضمن هذه الأجواء هناك كتابات متنوعة من الجيل الجديد، ومنها هذا الكتاب الذي تتكاثر فيه أزمات الأسرة بمحور دلالاتها البعيدة في الرواية المشتملة على ما يحدث في المجتمع، ويبدو “آدم” البطل الشخصية التي تنطلق من فضائها الشخصيات الأخرى لنصل إلى الطفل المولود “محمد” أو “الأمير الصغير، الذي يمنح جده الأمل بعدما كان يتمنى الموت في كل لحظة.
وأكمل: لأن الرواية أوسع من القصة، وتتسع لحرية السرد وعدد من الشخصيات والأحداث، فإن هذه الرواية هي سيرة حرب وحياة عائلة، تتسلسل أحداثها المستمدة من شخصيات واقعية هي أم ثلاثة شهداء جميلة عبد الهادي شحاده الحاضرة بيننا، وتتخذ زاوية “الراوي العالم بكل شيء”، الذي يوثق كل شيء زماناً حتى باللحظة، ومكاناً، لكنه يترك للحب نافذة تمنح الأمل كما المولود الجديد، وكنت أتمنى أن تكون الفصول معنونة لتتضح فكرة الكاتبة عن كل فصل، وكم تمنيت لو لم تكن نهاية الرواية إنشائية كونها لم تتناسب مع تحولات الشخصيات.
وبدوره، ركّز الأديب الإعلامي- جريدة “البعث”- عمر جمعة على الشخصيات الأساسية المكتملة ومنها شخصية آدم المركّبة، والشخصيات الثانوية التي تحتاج للمزيد من العمل عليها مثل مليكة وكوثر وغيرهما، مؤكداً على أهمية المكان الذي حضر بحيز واقعي ضيق لكنه يمتد ببعده الجغرافي ليكون الهوية، وكرواية حرب لا بد من المكان المشترك للدفاع عنه كحامل جمالي يستدعي الذاكرة والحاضر، وهذا ما تهتم به أغلب الروايات الفلسطينية لتوثيق الذاكرة، فمن حافظ على يافا والقدس يحافظ على حلب.
وتابع: المكان محور أساسي خاصة في الحرب التي تجعلنا بين الحياة والموت، وتجعل المقابر هدفاً لزيارة الآباء والأمهات، والغرفة الصغيرة تصبح مكاناً للركض من شدة الحزن والألم، وتلمع أسئلة الموت التي لا تنتهي، بين موت مشتهى كما مع عدة شخصيات في هذه الرواية منها علي ومنصور، ومنها مقولة الأب لابنه: “اسعَ أن تدخل الجنة” لتكون مقياساً لكل عمل يقوم به، متسائلاً: “هل الله راضٍ عني ليكتبني من أهل الجنة؟”، وأسأل الكاتبة: هل خدمت بعض التواريخ فصول روايتك أم كان من الممكن الاستغناء عنها؟
وقبل التكريم والختام، أشاد الأدباء الحاضرون بالقراءات النقدية الهامة، وشجعوا الجيل الشاب على مواصلة الكتابة والتأليف والاستفادة من الآراء الموضوعية المشجعة لاكتساب المزيد من التقنيات والفنيات.