18 % نسبة توزيع مازوت التدفئة بدمشق.. ومخصّصات العائلات قبل نهاية العام
دمشق – رحاب رجب
مع اقتراب برد الشتاء، يتساءل الكثيرون عن الوسيلة التي سيعتمدونها في تأمين التدفئة في ظلّ ارتفاع غير مسبوق لأسعار الوسائل التقليدية، حيث تعاني أغلب الأسر من عدم القدرة على تغطية تكاليف التدفئة، ويلجأ بعضها إلى أساليب بدائية، مع العلم أن هناك وسائل لا يمكن استخدامها في المدينة أصلاً، كالحطب والجفت وما شابه ذلك، وبالمقابل هناك أماكن جبلية باردة لا يمكن لمخصصاتها من مازوت التدفئة أن توفر لها إلا جزءاً يسيراً جداً من حاجتها، وبالتالي تلجأ إلى استخدام الحطب للحصول على الدفء.
وفي ظلّ ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الأسر على تغطية تكاليف التدفئة، تتجه الأنظار إلى الحصول على حصّتها من مازوت التدفئة المدعوم، وهي 100 ليتر لكل أسرة على دفعتين، بواقع 50 ليتراً في بداية الموسم و50 في نهايته، وذلك لتغطية جزء بسيط من حاجتهم إلى التدفئة، لأنها في جميع الأحوال توفّر قسماً لا بأس به من هذه التكاليف.
ولكن عملية التوزيع هذه تشوبها عادة مجموعة من المخالفات التي يرتكبها موزّعو المازوت المعتمدون، ومنها قيام بعضهم بتقاضي أجور زائدة عن التسعيرة الرسمية، حيث يقومون باستيفاء مبلغ 110 آلاف ليرة عن كمية الـ 50 ليتراً الموزعة (وهي في الحقيقة 100 ألف لا غير) بحجة النفقات الزائدة التي يتحمّلونها عبر الهدر أو المسافة التي يقطعونها، وأن المؤسّسة لا تقوم بتعويضهم عن ذلك، الأمر الذي يرتّب عليهم خسائر في هذا الجانب، حسب رأيهم، وذلك في وقت يجد المواطن نفسه عاجزاً عن الشكوى لأنه يريد الحصول على حصّته من المازوت دون مزيد من الأعباء، فما الذي يضمن له الحصول على حقّه إذا اشتكى مثلاً من الغش في الكيل، وهو موجود عند كثير من الموزّعين والرقابة المباشرة غائبة على ذلك؟
ومن ذلك أيضاً ما شكته بعض العائلات من أنها قامت بتقديم طلب المازوت عن الدفعة الحالية، ورغم أنها لم تستلم الدفعة الثانية من العام الماضي، غير أنها لم تحصل إلى الآن على حصّتها من مازوت التدفئة، بمعنى أن عملية التوزيع تتسم بعدم العدالة، حيث عزا بعض الناس هذا الأمر إلى مشكلة في برنامج الأتمتة نفسه المعتمد من “تكامل”.
وعند سؤال عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق عن قطاع المحروقات محمد قيس رمضان حول مخالفة بعض موزّعي المازوت للتسعيرة الرسمية أثناء عملية التوزيع، أوضح أن عدم التزام الموزعين بالتسعيرة المحدّدة يعرّضهم للعقوبات، داعياً المواطنين إلى تقديم شكوى حول ذلك، على أن تتمّ متابعتها مباشرة من المحافظة.
أما عن نسبة توزيع مازوت التدفئة في مدينة دمشق، فقد أكد رمضان أنها بلغت ١٨%، مشيراً إلى أن من أولويات المحافظة الآن توزيع المادة للأسر وخاصة مع بدء قدوم فصل الشتاء، وأن جميع العائلات ستحصل على مخصّصاتها من المازوت قبل نهاية العام الجاري، كاشفاً عن وجود خطة لزيادة المخصّصات، وأن المحافظة تعمل على إنجاز عمليات توزيع مخصّصات مازوت التدفئة للمواطنين، وطلبات التعبئة ستشهد تحسّناً في الأيام المقبلة.
وعن آلية التوزيع المعتمدة من خلال برنامج الأتمتة الذي تمّ اعتماده في عمليات توزيع المادة، لفت رمضان إلى أن التوزيع يبدأ من الأسر التي لم تحصل على مخصّصاتها العام الماضي، حتى تتحقّق العدالة في التوزيع.