دار الأسد للثقافة في اللاذقية حاضرة حقيقية في المشهد الثقافي
اللاذقية – مروان حويجة
يكتسي النشاط الثقافي في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية طابع التنوّع والغنى من حيث المحتوى والشكل، واستقطاب أوسع الشرائح العمرية والمواهب الإبداعية.
وأوضح مدير دار الأسد للثقافة ياسر صبّوح في لقاء مع “البعث” أنّ أهمّ ما يميّز المشهد الثقافي في الدّار، تعدّد العناوين وتنوّعها، بما يشمل مختلف الشرائح العمرية، وبالأخصّ الأطفال أولاً، وأيضاً جيل الشباب الذي يُقبل بكل حماسة واهتمام على الأنشطة الثقافية بكل مجالاتها سواء الأدبيّة أم الفنيّة، ويتجلّى الاهتمام بالأطفال والبالغين من خلال تسليط الضوء على المواهب الشابّة الواعدة، والمساهمة في تنميتها وتنشئتها، التنشئة السليمة الصحيحة لأجل بناء الإنسان السوري المبدع.
وأشار صبّوح إلى أنّ العناوين الثقافية كثيرة ومتنوعة، وتشمل الموسيقا والفن التشكيلي بأنشطة مكثّفة تشكّل رسائل فنيّة نوعيّة، لأن للفنّ رسالة سامية خاصّة، إضافة إلى كونه شكلاً راقياً من أشكال الوعي الاجتماعي كما للموسيقا، فليس عبثاً ولا مصادفةً أن يعتبر الفلاسفة الموسيقا ركناً أساسياً في تربية الأبناء، لما للموسيقا من دور حيوي في تهذيب النفس، وفي خلق الاطمئنان والسلام الداخلي النفسيّ، وفي تنمية الشخصيّة، التنمية السليمة الصحيحة.
وبالتوازي مع هذا كله، يتمّ التركيز بشكل كبير على الأدب بكل أشكاله وأجناسه وفنونه، ومنها القصّة والشعر والخطابة والمقال، وإعطاء وتكريس الانطباع الايجابي أنّ المؤسسة دائماً هي مؤسسة تعنى بالإنسان المثقّف، وبالجيل الصاعد الذي يُعوّل عليه في أنّه جيل قادر على الإبداع، وصنع المعجزات.
كما أنّ للسينما حضورها المميّز في مجمل حركة النشاط الثقافي لدار الأسد، من خلال عروض المؤسسة العامة للسينما والعروض المميزة والأنشطة المختلفة التي تحتضنها الدار، ويستحوذ الفنّ التشكيلي على حيّز واسع من الأنشطة من خلال ما تشهده صالة الفنّ التشكيلي وبهوّ الدار وقاعاتها من عروض ومعارض وأنشطة مستمرة على مدار العام، وبذلك تكون كل حقول الثقافة غنيّة وخصبة، وهذه الحقول دائمة الحركة ومستنفرة، حيث نعنى بها جميعها مع بعضها البعض، فلا يوجد حقل مميّز على حساب آخر، وكل الجهود تتضافر وتتكامل مع نشاطات الثقافة الشعبية بكل ما يُقدّم من برامج ودورات ونشاطات نوعيّة، وهناك بناء وتنمية المهارات ومكتبة الدار، ومكتبة للأطفال وقاعات المطالعة والصالة الرئيسية وخشبة المسرح.
وأما صالة مدرج دار الأسد الرئيسية، فهي تحتضن الجمهور الثقافي الواسع في مجمل حوانب المشهد الثقافي، فهناك المدّرج الذي يستوعب أكثر ٧٥٠ شخصاً، وهناك الاهتمام والاعتناء بالتراث الشعبيّ في الأنشطة، وبما يجعل من جميع برامج عمل دار الأسد للثقافة ونشاطاته رافداً ثرّاً للثقافة الوطنية، والثقافة السورية المتجذرة عميقاً في التاريخ والحضارة والتراث، وإقامة معارض الكتاب لما للكتاب من أهمية بالغة في حياة الإنسان، حيث تقدّم مكتبة الدار ٱلاف العناوين الشاملة لكل مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة والفنون والتاريخ والاقتصاد والفن وجميع مجالات الفكر والثقافة والفن والإبداع.
وأكد صبّوح أن هذا التنوع الواسع في النشاطات والمساحات والعروض والخدمات الثقافية والعلمية والمعرفية يجعل دار الأسد للثقافة في اللاذقية حاضرة حقيقية للحركة الثقافية وعنواناً بارزاً في المشهد الثقافي على مستوى بلدنا الحبيب وخارجه .