أخبارصحيفة البعث

مجرد تكرار للنداءات السابقة

تقري إخباري

مع اتساع هوة الخلافات في الأيام الأخيرة، بعد فشل البيت الأبيض في إقناع “إسرائيل” بشأن مجموعة من القضايا في غزة، تجد واشنطن،غير القادرة على سد الفجوات بين أقرب حلفائها، نفسها في موقف حرج على نحو متزايد. فقد أظهر البيان المشترك، غير جوهري، الذي صدر في اللحظة الأخيرة بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع يوم الأربعاء في الثامن من شهر تشرين الثاني، أنه لم يقدم سوى القليل من المساعدة الفعلية لحل الأزمة، كما أنه يعكس عدم ثقة الحلفاء المتزايد في واشنطن.

وفي ختام اجتماع استمر يومين في طوكيو، أصدر وزراء خارجية مجموعة السبع “رسالة موحدة” بشأن الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني في وقت متأخر من مساء الأربعاء 8تشرين الثاني، يتضمن الدعوة إلى هدنة إنسانية خلال القتال و”عملية السلام”، نقلاً عن وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا.

واعتبر المحللون البيان على أنه يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه التوصل إلى توافق في الآراء، وأنه لا يحتوي إلا القليل من المحتوى الجوهري الذي من شأنه أن يساعد بالفعل في الكارثة الإنسانية، أو يخفف من حدة التوتر، ولكنه مجرد تكرار للنداءات السابقة.

وبينما دعا بلينكن أعضاء مجموعة السبع إلى “الاجتماع معاً في مواجهة هذه الأزمة والتحدث، كما نفعل ، بصوت واحد واضح”، فقد وجدت مجموعة الدول الغنية العصابة التي تقودها الولايات المتحدة نفسها منقسمة بسبب الحرب، وفقاً للمحللين . اقترح البيت الأبيض أنه لا ينبغي للقوات الإسرائيلية أن تعيد احتلال غزة، بعد وقت قصير من تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن “إسرائيل ” ستتحمل “المسؤولية الأمنية الشاملة” في غزة “لفترة غير محددة” بعد انتهاء الحرب، حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن”.

وهذه أيضاً أحدث سلسلة من وجهات النظر التي عبر عنها نتنياهو والتي تختلف عن البيت الأبيض، في أعقاب رفض “إسرائيل” الصريح لدعوات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى “هدنة إنسانية” للسماح للرهائن والمدنيين بمغادرة غزة وللمساعدة في دخول المساعدات إلى الفلسطينيين.

وقال تيان وينلين، وهو الباحث في المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة: “ليس هناك الكثير الذي يمكن أن يفعله البيت الأبيض لوقف وتيرة  وحشية “إسرائيل” والتأثير القوي  للوبي اليهودي” . وأشار تيان إلى أن الفجوة الآخذة في الاتساع بين الولايات المتحدة و”إسرائيل ” هي نتيجة لاختلاف أهدافهما ومطالبهما . وبينما تهدف “إسرائيل “إلى ردع الفلسطينيين والسعي إلى الانتقام، تسعى الولايات المتحدة إلى وقف تصعيد الصراع في أقرب وقت ممكن، حتى لا تتأثر أجنداتها الأخرى.

ويعتقد تشو يونغبياو، مدير مركز دراسات أفغانستان في جامعة لانتشو، أن التحذيرات “الصارمة” التي أطلقها البيت الأبيض تبدو أشبه بعمل “تعامل مزدوج” يهدف إلى إعفاء نفسه من المسؤولية وسط نوبات الغضب محلياً ودولياً، فضلاً عن تعمق الخلاف مع الحلفاء.

كما يقول لو شيانغ، زميل باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية:  إن حلفاء الصين ينأون بأنفسهم عن الولايات المتحدة، انطلاقاً من ضميرهم، على الرغم من أنه لا يزال يتعين عليهم التوافق معها لفظياً.  وقال المراقبون إن الخلافات الرئيسية تكمن في مدى الضغط الذي يجب فرضه على “إسرائيل “لتحقيق “الهدنة الإنسانية”، وتنفيذ حل الدولتين، وهو الاقتراح الذي تؤيده الغالبية العظمى من الدول.

عناية ناصر