“النشاطات البيئية” تفعيل لدور المجتمع المحلي وتعزيز لأهمية العمل التطوعي
دمشق- زينب محسن سلوم
يبقى الملف البيئي من ضمن الأولويات رغم سنوات الحرب والأزمة، وتتابع المحافظات السورية فعالياتها التوعوية والخدمية بمناسبة يوم البيئة، حيث يأمل المعنيون أن يستمر أثرها وبثها للوعي البيئي حتى بعد انتهاء الفعاليات والاحتفال، لأن النظافة تعكس الحضارة للشعوب، وهي مسؤولية الجميع من مواطن وجهات رسمية وشعبية ومحلية.
مدير البيئة في محافظة دمشق هادي الشيخ حسن عواد بيّن في حديث لـ”البعث” أن المحافظة وبالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة وتحت شعار “معاً.. لنستعيد بيئتنا” أقامت حملة نظافة وتشجير بيوم البيئة الوطني، في حديقة خولة بنت الأزور وحديقة الصوفانية، ومحيط ساحة باب توما، وفي حديقة نادي البيئيين الصغار في شرقي التجارة، إضافةً إلى أعمال ترميم الأرصفة في محيط دوار البطيخة، ومعالجة الاهتراءات الموجودة على الأرصفة والشوارع، وذلك في موقع شرقي التجارة، ومحيط مديرية البيئة، موضحاً أن خطة المديرية لهذا العام وبهذه المناسبة تستمر لمدة ثلاثة أيام. ولفت إلى أن الحملة كانت بمشاركة مديرية البيئة بالتعاون مع مديريات الحدائق والنظافة والصيانة والمركبات والرحبات، إضافةً إلى دوائر الخدمات والزراعة في دمشق وريفها، كما شاركت في الحملة الفرق التطوعية والمنظمات الشعبية والأمانة السورية للتنمية وفرق شبابية تطوعية وجمعيات أهلية وعدد من الشركات والفعاليات الخاصة.
وأكد عواد أن هذا العمل لا يتمّ إلا ضمن منظومة متكاملة بالتعاون مع كلّ الجهات، لتخفيف الضرر عن البيئة، عبر التقيّد بالأنظمة والقوانين والمعايير البيئية، وكلّ ضمن مجاله. وتابع مدير البيئة: تضمنت الفعاليات أيضاً ندوة ومعرضاً بيئياً في المركز الثقافي العربي بكفرسوسة، بالتعاون مع مديرية البيئة في دمشق والجمعية الكيميائية السورية. كما أقامت مديرية البيئة بالتعاون مع المركز الثقافي في كفرسوسة معرضاً لإعادة التدوير، من أعمال أطفال النادي البيئي الصيفي، حول تعزيز الاستفادة من النفايات، والتقليل من ضررها على البيئة، وذلك بحضور الكادر المشرف، والفرق التطوعية والمنظمات الشعبية ومديرية التربية بدمشق.
كذلك تمّ إلقاء محاضرات توعوية من قبل عدد من الجهات والجمعيات تصبّ ضمن هدف نشر الوعي البيئي للوصول إلى المفهوم الصحيح والسليم نحو بيئة مستدامة، حيث قدّم رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري عرضاً لما تتعرض له البيئة، وأننا أصبحنا على أبواب الانقراض السادس للحياة البيئية، نتيجة تأثر الغلاف الجوي والتلاعب به، جراء ما يلحق به من تلوث، وأننا مقبلون على كسر سلسلة الغلاف الجوي، والتأثيرات المناخية تثبت ذلك. كذلك تحدث رئيس الجمعية الكيميائية السورية، عبد الله سلطان عن تأثير المنظفات الكيميائية على البيئة، كما شاركت الجمعية السورية للطاقات المتجدّدة بالندوات.
وأشار عواد إلى أن هذه المشاركات تأتي لتسليط الضوء على ما يتعلّق بالحفاظ على البيئة، وسعياً لنشر التوعية والوصول إلى المفهوم الصحيح للبيئة بحضور عدد من المعنيين وطلاب من منظمة اتحاد شبيبة الثورة. كذلك تضمنت الفعاليات تكريم عمال النظافة المتميزين، وشدد عواد على ضرورة إشراك المجتمع المحلي بالأعمال البيئية، وذلك عن طريق المخاتير ولجان الأحياء للحدّ من التلوث، مبيناً أنه تمّ العام الماضي إطلاق المشروع البيئي الداعم، ووضعه ضمن خطة ومنهجية المديرية، وتوزّعت المهام على البلديات بالتعاون مع لجان الأحياء والمجالس المحلية والجمعيات المهتمة، وانطلاقاً من ذلك تمّ اختيار ثلاثة مواقع على الأقل لكل وحدة إدارية فيها، أو تحتاج إلى صيانة طرقات وغير ذلك، بهدف تفعيل دور المجتمع المحلي وتعزيز العمل التطوعي، لافتاً إلى أن ذلك كله كُلّل بالنجاح.