“طوفان الأقصى وتداعياته” في ملتقى البعث للحوار بفرع اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
تناول المشاركون في ملتقى البعث للحوار الذي أقامته قيادة فرع اللاذقية للحزب، مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي عنوان “طوفان الأقصى وتداعياته”، وقد تحدثت في الجلسة الحوارية مجموعة الحوار الوطني حول أبعاد وتداعيات صمود وانتصار غزّة.
وأكّد الدكتور خالد المطرود رئيس المجموعة أنّ اللقاء يكرّس أهمية الحوار المطلوب في هذه المرحلة وفي كل مرحلة و لاسيما بعد اثنتي عشرة سنة من الحرب على سورية وبعدها “طوفان الأقصى” وتداعياته على المنطقة والعالم، ولأنّ الحوار الوطني حاجة وطنية وضرورة ملحّة لأن نلتقي ونستمع ونتحاور مع بعضنا البعض في ظلّ حرب إعلامية موجّهة ضد الشعب العربي السوري لتشويه الحقائق، مبيناً أن هذه الحرب الإعلامية ترافق الحرب الاقتصادية.
وأشار المطرود إلى أنّ “طوفان الأقصى” يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن دور سورية وموقعها في قلب المقاومة وفي رعايتها لحركات المقاومة ودعمها، و لا يخفى أنّ أهداف الحرب على سورية ظهرت عندما وجدنا أنّ الكيان الصهيوني هو صاحب الحرب على سورية كي تتخلى عن البوصلة فلسطين وعن حركات المقاومة، ولذلك فإنّ الطوفان في الأقصى هو طوفان محور المقاومة، طوفان المقاومين الشرفاء، وهذا الطوفان الذي بدأ من ساحل غزّة لن ينتهي إلا في سواحل البحر الأبيض المتوسط وليكون خيار سورية هو الخيار الأنجع، وأما الذين تخلّوا عن فلسطين فهم المهزومون.
ولفت المطرود إلى أننا في رحاب ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نستحضر مآثر التصحيح الذي جعل سورية رقماً صعباً وجعل لها دوراً وطنياً وقومياً ترسّخ وتعمّق في ظل القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد، الأمين العام للحزب.
وأكّد أن كل مانشهده اليوم في المنطقة والعالم يثبت للقاصي والداني صوابية نهج سورية في دفاعها عن القضايا القومية، مؤكداً أهمية تضافر جهود أبناء الوطن في مواجهة التحديات انطلاقاً من أنّه لكل مواطن دوره، وضرورة تكريس التكافل الاجتماعي لما لهذا التكافل من دور بالغ الأهمية في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية وتوثيق التلاحم والتعاضد بين أبناء المجتمع بما يعزز صمود الوطن وانتصاره .
بدوره اللواء حسن حسن، بيّن أنّ ماشهده العالم مع بداية القرن الحالي من انهيار الثنائية القطبية جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتمادى في سياسية الهيمنة وأخذت تحاول فرض الولاء على الشعوب بشكل غير معلن وذلك أمام تراجع القوى العظمى، وهنا تحديداّ ينبغي على العالم كلّه أن يدرك ويتلمس أهمية ما قدّمته سورية للمقاومة وفلسطين وللعروبة وللإنسانية جمعاء بصمودها وانتصارها في الحرب التي شنّت عليها، حيث لا يمكن تصوّر ما كان سيؤول الوضع عليه لولا انتصار سورية على ربيعهم المشؤوم المزعوم، والذي بدأ يعيد العالم إلى التعددية.
وعن دور سورية في “طوفان الأقصى فأكد حسن أنه لولا انتصار سورية لما كان هناك “طوفان الأقصى”، ولا أي حديث عن انتصار أشبه بالإعجاز في مقاومة الكيان الصهيوني الغاشم، لافتاً إلى أن “طوفان الأقصى” حقّق عامل المفاجأة بالمفهوم الإستراتيجي العسكري ونسف عامل الإنذار المبكّر والاستطلاع المتطور عند العدو الصهيوني وأظهر الطوفان قدرة عقل المقاوم الفلسطيني وبراعته، حيث استطاع للمرة الأولى دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام ١٩٦٧.
بدوره رئيس الاتحاد العام للصحفيين موسى عبد النور أفرد حديثه عن دور الإعلام في هذه الحرب، لافتاً إلى ضرورة تسليط الضوء على الجانب الإعلامي في “طوفان الأقصى”، ولا سيما أنّ كيان الاحتلال الصهيوني سوّق منذ البداية لرواية كاذبة ولكن مع فظاعة الجرائم التي يرتكبها بحق الإنسانية جمعاء وانتهاكه للقانون الدولي والإنساني فإنه لا بدّ من أن يكون هناك حديث عن هذا الجانب لتغيير هذه الصورة عندما نخاطب الرأي العام الغربي، والذي تغيّر وبدأ يخرج بمظاهرات مليونية حاشدة ضد ممارسات هذا الكيان، وبدأنا ننجح في الجانب الإعلامي ونكشف بشاعة الصور التي تنقلها وسائل الإعلام المشبوهة إلى العالم، مؤكداً على ضرورة وجود خطة مدروسة من أجل أن تكون هناك مواجهة لهذه الحرب الإعلامية، وهنا تتجلّى العناوين التي طرحها الرئيس الأسد في القمّة الطارئة وأولها، مزيد من الوداعة أدى إلى مزيد من الشراسة، والسلام بعد ٣٢ عاماً هو سلام فاشل. فلسطين هي القضية، وغزّة تجسيد لهذه القضية.
من جهته الرفيق الدكتور عصام درويش، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي الحزبي، ركّز على أهمية الحوار الذي يجسّد عظمة ما يقدمه الأبطال المقاومين الصامدين في غزة دفاعاً عن فلسطين. هؤلاء المقاومين الأبطال الذين غيّروا المعادلة في المنطقة والعالم، وما حصل في “طوفان الأقصى” هو استناد على صمود سورية شعباً وجيشاً وقيادةً، ولهذا كان استهدافها لأجل ثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية المشرّفة في الصراع الصهيوني.
ولفت إلى أنّ “طوفان الأقصى” تجلّى فيه ابتداع وابتكار طرق جديدة للمقاومة أذهلت العالم لتفرض المقاومة واقعاً جديداً ولتثبت أنها حاضرة وجذوتها متقدة، ونتطلع أن يتوج هذا الانتصار على الأرض في انتصار مبادىء وقيم الحقّ على الباطل الصهيوني الذي يندحر ويتداعى أما بطولات المقاومة وانتصاراتها.
وأجاب ضيوف الملتقى على التساؤلات والاستفسارات التي قدمها الجمهور الحضور عن دور محور المقاومة في ترسيخ معادلة توحيد الجبهات في مواجهة الكيان الصهيوني ودور سورية في دعم المقاومة والأهمية الاستراتيجية لانتصارها.
حضر الملتقى الرفيق المهندس هيثم إسماعيل أمين فرع اللاذقية للحزب، والرفاق أعضاء قيادتي فرعي الحزب والجبهة الوطنية التقدّمية، ورئيس مجلس المحافظة وقيادات الشعب الحزبية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية.