مجلة البعث الأسبوعية

منتخبنا الوطني لكرة القدم في تصفيات المونديال أمام فرصة تاريخية رغم الصعوبات!

البعث الأسبوعية-عماد درويش

ساعات قليلة وتبدأ المواجهة الأهم لكرة القدم السورية وهي المشاركة في تصفيات كأس العالم لعام 2026 وكأس آسيا 2027، حيث سيلتقي منتخبنا يوم غدٍ منتخب كوريا الديمقراطية في السعودية التي اختارها اتحاد كرة القدم أرضاً افتراضية لمنتخبنا ضمن منافسات المجموعة الثانية، كما سيلتقي منتخب اليابان يوم الحادي والعشرين من الشهر الحالي.

ورغم صعوبة التأهل الذي يتنازع عليه أكثر من منتخب إلا أن الحلم الذي يراودنا يجب أن نعمل عليه بكل قوة، وأمامنا حالتان يجب العمل عليهما: الحالة الأولى: هي التأهل، وهذا يحتاج إلى دعم عالي المستوى لمواصلة المشوار بكل روح معنوية عالية وبكل إصرار على تحقيق نتيجة طيبة ورفع اسم سورية في المحفل العالمي، فالتأهل يفرض وجود لجان دعم للمنتخب على أعلى المستويات لتقديم كل ما يحتاجه في المهمة الأصعب من مشواره.

والحالة الثانية: هي عدم التأهل وهذا يعني خروجنا من التصفيات وعدم تحقيقنا لأي نتيجة جيدة، هذه الصورة يجب ألا تثني عزمنا عن المتابعة، فلدينا فريق جيد يجب البناء عليه وإعداده بشكل جيد لنهائيات الأمم الآسيوية التي تستضيفها السعودية 2027.

معجزة كروية

منتخبنا الذي فاجأ العالم في تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، بحاجة حالياً لمعجزة كروية لاستعادة تلك النتائج التي تحققت، ولولا خسارة مباراة أستراليا لتأهل منتخبنا للمونديال للمرة الأولى في تاريخه، لكن اليوم تختلف المعطيات كثيراً عما مضى، رغم أن بعض اللاعبين ما زالوا في صفوف المنتخب منذ عام 2018، والمهمة الموكلة عليهم بحاجة لتضافر كافة الجهود.

في هذا السياق أجبر الحظر المفروض على الملاعب السورية، منتخبنا على خوض المباريات التي تعتبر على أرضه، في الملاعب السعودية، وهذا أمر لا يصبّ في مصلحة اللاعبين والمنتخب حيث سيفتقد منتخبنا أهم أسلحته وهي الجماهير الغفيرة في المدرجات، وهو الأمر الذي لن تعاني منه باقي منتخبات المجموعة، حيث يعد عاملي الأرض والجمهور من أهم عوامل تحقيق الانتصار في كرة القدم، إلا أن الروح العالية التي يمتلكها لاعبو منتخبنا ستجعلهم يتغلبون على هذا العائق.

كما تعرض العديد من لاعبي منتخبنا لانتقادات لاذعة من قبل الجماهير المتعطشة للفوز وتحقيق الانتصارات، خاصة وأن المباريات الودية التي لعبها المنتخب بقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر لم تكن على مستوى الطموح، ووضح فيها قلة حيلة اللاعبين وعدم قدرتهم على اللعب بشكل جيد، أو قد يكون الأمر عدم تأقلم اللاعبين مع الأسلوب والطريقة التي انتهجها المرب “كوبر” خلال التحضيرات، إضافة إلى الانقسام الذي شهدته الأوساط الإعلامية والكروية، فشكلت ضغطاً إضافياً على اللاعبين، الذين أصبحوا يتلقون الشتائم والاتهامات بعد كل مباراة، سواءً حققوا الانتصار فيها أم هزموا فيها، وهذا يتطلب من الجميع الوقوف إلى جانب المنتخب في المباريات المقبلة عسى أن تتغير الصورة الباهتة التي ظهر عليها منتخبنا أثناء تحضيراته للتصفيات المشتركة.

نجوم ولكن؟

لازال مهاجمو منتخبنا المحترفين خارجاً يسجلون أرقاماً جيدة ومهمة ويقدمون أداءً جيداً مع فرقهم وفي الدوريات التي يلعبون فيها، وخلال الأيام القليلة الماضية لمع نجم كل من عمر السومة وياسين سامية وعمر خريبين ومحمود المواس وغيرهم من النجوم، لكن ما يحز في النفس أن هؤلاء اللاعبين وعند مشاركتهم مع المنتخب في المباريات الرسمية “يختفون” ولا يستطيعون مساعدة المنتخب، ويهبط مستواهم الفني، وعلى الكادر الفني والإداري معالجة هذه الثغرة قبل فوات الآوان، كي لا يتعرض منتخبنا للخروج المبكر من التصفيات المشتركة، وبالتالي ستفقد كرتنا بريقها، وستحتاج لسنوات كثيرة لتأهيل لاعبين مثل الموجودين حالياً خاصة وأن كافة منتخباتنا بالفئات العمرية خرجت من كافة المشاركات دون أن تترك أية  بصمة تذكر.

“هيكتور” متفائل

مدرب منتخبنا الأرجنتيني هيكتور كوبر بدا متفائلاً بالمنتخب وأكد في المؤتمر الصحفي الذي عقد الأسبوع الماضي أنه راضٍ عن فترة الاستعداد، وأن اتحاد الكرة قدم كل ما طلبته، واللاعبون أظهروا نوايا طيبة للعمل، مضيفاً:” كنت أتمنى تحقيق انتصارات أكثر لأن ذلك يمنحنا الطمأنينة وأنا أتفهم لهفة الجماهير، وصلنا للتشكيلة الأنسب بعد ثمانية أشهر من العمل والمتابعة وخوض المباريات الودية، وسنحاول تطبيق كل ذلك في المباراتين المقبلتين، وأكثر ما أعجبني في اللاعب السوري أن لديه الاستعداد الكبير لتنفيذ التعليمات التي يتلقاها، وأنا راضٍ بنسبة 60-80% عن تطبيق وتشبع اللاعبين للأفكار التي قمت بتجربتها”.

أما حول طريقة اختيار لاعبي المنتخب فأوضح كوبر:” تابعت أكبر قدر من مباريات الدوري المحلي، كما تابعنا كل اللاعبين المحترفين المتاحين والراغبين باللعب للمنتخب الوطني، بالنسبة لي ليس لدي أفضلية للاعب على آخر إلا من خلال قدرته على تنفيذ التعليمات والتأقلم والانسجام مع المجموعة”.

تشكيلة المنتخب

ضمت قائمة المنتخب المستدعاة للتصفيات 23 لاعباً سيطر عليها بنسبة كبيرة للاعب المحترف إذ تواجد 16 لاعباً مقابل 7 لاعبين يلعبون في الدوري المحلي بينهم 3 حراس مرمى، والمحترفون هم: عمر السومة في العربي القطري وعمر خريبين في الوحدة الإماراتي ومارديك مارديكيان في الفحيحيل الكويتي وخالد كردغلي في الوحدات الأردني وكامل حميشة في الأهلي البحريني وعمرو ميداني في النصر الكويتي وعبد الرحمن ويس في أثينا كاليسيا اليوناني وإيزاكيل العم في ريفادانيا أندبندنتي الأرجنتيني وفهد اليوسف ومحمود المواس في الشرطة العراقي ومحمد عثمان في لافون التايلاندي وعمار رمضان في داك دوناسكيا ستريدا السلوفاكي وإبراهيم هيسار في أتلتيكو بيلغرانو الأرجنتيني وياسين السامية في أربيل العراقي ومحمد الحلاق في العهد اللبناني ومحمد العنز في الرفاع البحريني، أما اللاعبون المحليون فهم الحراس إبراهيم عالمة من تشرين وأحمد مدنية من جبلة وطه موسى من الفتوة، واللاعبون سعد أحمد من حطين وثائر كروما من الفتوة وعمرو جنيات من الوحدة ومؤيد الخولي من الجيش.