نبض رياضي.. تصنيف متأخر لكرتنا
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منح أنديتنا نصف مقعد في بطولاته التي سيقيمها الموسم المقبل في مؤشر يوحي بمدى التراجع الذي أصاب تصنيف كرتنا نتيجة النتائج السيئة التي حققتها أنديتنا خلال حضورها القاري في السنوات الأخيرة، والتي كانت تكتفي فيها بالمشاركة فقط دون أن تحقق أي حضور يذكر.
الاتحاد الآسيوي قيّم مشاركة أنديتنا في السنوات الثماني السابقة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وعلى اعتبار أن نادي الوحدة هو الوحيد الذي تمكن من بلوغ نهائي غرب آسيا عام 2017، فإن حصيلة أنديتنا كانت سيئة جداً رقمياً وفنياً، فلم يكتف الاتحاد الآسيوي بمنح كرتنا نصف مقعد بل أرسل أنديتنا للبطولة الثالثة تصنيفاً وهي كأس التحدي الآسيوي التي ستشارك فيها أندية الدول الضعيفة كروياً.
المشكلة الكبيرة أن هذا التصنيف لم يحرك أي ساكن لدى القائمين على كرتنا أو أنديتنا ، فمر الموضوع بشكل طبيعي دون التفات لتداعياته المستقبلية السلبية، ومدى تأثر أنديتنا بغيابها عن أجواء المنافسة الآسيوية الحقيقية ، إن كان من ناحية المستوى الفني والهوة التي يمكن أن تحصل أو على الأمور المالية وحرمانها من عائدات جيدة وبمبالغ رقيمة عالية.
موقعنا الحالي على الخارطة الآسيوية يدل على أن كرتنا ليس لديها أندية أو منتخبات قادرة في الوقت الحالي على التواجد الفعال في المنافسات القارية، وهذا الأمر يدق جرس الخطر الشديد لمراجعة واقع كرتنا سواء على صعيد الأندية أو على صعيد المنتخبات، فموقعنا متراجع وموقفنا خجول ولا بد من الحلول لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وربما تكون أولى الخطوات الجدية في هذا الاتجاه هي إقامة مسابقة كروية حقيقية يطلق عليها دوري المحترفين تراعي الشروط التي وضعها الاتحاد الآسيوي وتشارك فيها فقط الأندية القادرة على الايفاء بمتطلبات الاحتراف من إمكانيات مالية ومنشآتية وإدارية، والبداية قد تكون بعدد محدود من الأندية لكن عند الجدية والتدرج في التطبيق بما يتناسب مع واقع رياضتنا سيزيد العدد وسنكون قد خطونا باتجاه بناء كروي حقيقي.
ماسبق يجب على اتحاد اللعبة أن يفكر فيه ويطبقه بالسرعة القصوى، فمن غير المعقول أن تزداد أنديتنا بعداً عن نظرائها في الدول المجاورة على أقل تقدير ، كون الفجوة الفنية ستزداد وسنكون أمام تراجع جديد لن يصيب أنديتنا فقط بل سيمتد لمنتخباتنا الوطنية في كل الفئات.