ايقونة المقاومة الفلسطينية.. من هي عهد التميمي؟
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
الفتاة التي تصدرت عناوين الأخبار، في عام 2017، عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وصفعت جنديين إسرائيليين، قبل أن يحكم عليها بالسجن، أصبحت اليوم في الثانية والعشرين من عمرها. عهد التميمي، التي أصبحت منذ ذلك الحين أحد رموز القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم، اعتقلها جيش الاحتلال يوم الاثنين 6 تشرين الثاني الجاري خلال مداهمة في الضفة الغربية المحتلة.
“تم اعتقال عهد التميمي بتهمة التحريض على “العنف والأنشطة الإرهابية” في بلدة النبي صالح. وقال متحدث باسم جيش الاحتلال: “تم نقل التميمي إلى قوات الأمن الإسرائيلية لمزيد من الاستجواب”. وأضاف أنه تم اعتقالها خلال مداهمة “هدفت إلى اعتقال أشخاص يشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية والتحريض على الكراهية”، حسب قوله.
وأوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية رسالة قالت إن عهد التميمي نشرتها ضد الكيان الصهيوني على شبكات التواصل الاجتماعي قبل أيام و”توعدت فيها المستوطنين الإسرائيليين بمذبحة.. في جميع مدن الضفة الغربية، من الخليل إلى جنين”، بعبارات عنيفة وصريحة للغاية، في إشارة خاصة إلى هتلر، بحسب لقطة شاشة لمنشور منقول بالعربية والعبرية، من قبل الجيش الصهيوني.
قالت والدة عهد السيدة ناريمان التميمي: “يتهمونها بنشر منشور يحرض على العنف لكن عهد لم تكتبه”. “هناك عشرات الصفحات باسم عهد وصورتها ولكن لا علاقة لها بها. وعهد، عندما تحاول فتح حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم حظره على الفور”.
8 أشهر في السجن
وأضافت ناريمان أن زوجها باسم التميمي اعتقل في 20 تشرين الأول أثناء عودته من رحلة، ومنذ ذلك الحين “انقطعت أخباره عن عائلته”.
عهد التميمي، التي تنحدر من عائلة تواجه الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، اشتهرت، في أوائل عام 2010، خلال مظاهرة احتجاجية أيضاً على وجود الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية. وفي عام 2012، انتشرت على نطاق واسع صورتها وهي ترفع قبضتها الطفولية في وجه جندي إسرائيلي.
وبعد بضع سنوات، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، تم تصويرها وهي تعض جندياً إسرائيلياً لمنعه من اعتقال شقيقها الصغير، الذي كان مثبتاً على الأرض، وكانت ذراعه في الجبيرة. تحد جديد في كانون الأول 2017، عندما صفعت جنديين وطلبت منهما مغادرة فناء منزل العائلة، وكانت تبلغ من العمر 16 عاماً.
وقعت هذه المشاجرة بينما كانت قريتها مسرحا لمظاهرات ضد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أن القدس عاصمة لإسرائيل. وقد تمت مشاركة المشهد الذي تم تصويره على نطاق واسع عبر الإنترنت وساعد في توسيع شعبيتها خارج منطقة الشرق الأوسط. وتم القبض على عهد ووالدتها وحُكم عليهما في النهاية بالسجن لمدة 8 أشهر.
بعد احتفالها بعيد ميلادها السابع عشر خلف القضبان، أُطلق سراح عهد التميمي ووالدتها في نهاية تموز 2018، وعادتا، تتبعهما الكاميرات من جميع أنحاء العالم، إلى قريتهما الصغيرة، النبي صالح، في الضفة الغربية المحتلة، حيث تم الترحيب بالبطلتين. وفي العام نفسه، تمت دعوة عهد إلى مهرجان الإنسانية.
هذه المآثر جعلت من عه التميمي شخصية عالمية في القضية الفلسطينية، ويعتبرها الفلسطينيون الآن مثالاً للشجاعة في مواجهة القمع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما تم رسم صورة عملاقة لها على جدار الفصل العنصري الذي بنته دولة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، في قطاع بيت لحم.