باتــوا يخافـــون حتــى مــن الإعــلام !…
د. مهدي دخل الله
كانت الدعاية الأوروبية والأمريكية تروّج لإسرائيل بأنها واحة من الديمقراطية ضمن صحراء واسعة من الاستبداد . وهنا سأترك ” الصحراء ” لأتحدث عن ” الواحة ” المزعومة . فمن المعروف أن الديمقراطية في المفهوم الأوروبي نفسه لا تقتصر على انتخابات سياسية شكلية فقط ، وإنما هناك عناصر أخرى من أهمها أن تمثل الحكومة مصالح الشعب ورأيه العام ، وأن تدعم الرقابة الشعبية عبر وسائل الإعلام وحريات التعبير . لكن أهم ما في هذا النمط من الديمقراطية هو تجنب العنصرية ( خاصة الأبارتايد – العزل العنصري ) وعدم الاعتداء على الشعوب الأخرى واحترام القانون الدولي ونبذ العدوان والاحتلال ، ولاشك في أن من أهم هذه الأمور تجنب حروب الإبادة ضد الآخرين . مع التأكيد على أن فلسطين ، من البحر إلى النهر ، منطقة محتلة إلا أن الحديث هنا عن رأي الغرب بالكيان وديمقراطيته .
ويكاد الاستابلشمنت ( المؤسسة السياسية ) في أمريكا وأوروبا أن يعترف بالأبارتايد الإسرائيلي المتصاعد ، بعد أن اعترف منذ عام 1967 بفعل الاحتلال الصهيوني لمناطق فلسطينية وعربية أخرى . لكن الغرب استمر – بوجه عام – في الإدعاء بوجود حريات التعبير في الكيان الصهيوني حتى جاءت المقاومة الفلسطينية فأزاحت هذا الغشاء عن وجه الصهاينة بشكل واضح .
ولاشك في أن المراقب الموضوعي يلاحظ أن النتائج النوعية التي حققتها المقاومة لا تقتصر على إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث العالمية لدرجة أنها تخطت الصراع في أوراسيا والسودان وحول تايوان . هناك أمور أخرى حققتها المقاومة من أهمها فضح ديمقراطية الكيان المزعومة وانتهاكه الفاضح للإعلام الناقل للحقيقة . وهناك أيضاً تحريك الشارع في جميع أنحاء العالم ليقول كلمته في كيان أظهر من الوحشية والهمجية ما لا يتصوره العقل . لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية والمقاومة العربية بوجه عام ، خاصة في سورية ولبنان ، لأول مرة منذ عشرات السنين ، التأكيد على أن ” المشروع الصهيوني ” ترفضه الأرض العربية رفضاً تاماً ..
mahdidakhlala@gmail.com