خيمة للتعليم ومكافحة الأمية في الحديقة
حلب-غالية خوجة
المطر المبارك بين حالة الهطول وحالة الصمت يكتب حكاياته في حلب، ويترك رائحته الأولى في التفعيل المتواصل مع زقزقة العصافير، ورفرفة الفراشات البيضاء، وأناشيد الشجر، وتدرجات ألوان الطبيعة وهي تمنح الناس طاقة حيوية، فتراهم بين ذهاب وإياب، من المدارس إلى الكليات إلى بائعي الخضار إلى الحديقة التي ما إن تقترب من بابها المفتوح على نوافير بجعات مائية كانت هنا، ترى مجسماً لسنفور القارئ وطاولة ومربين يدعون العابرين والداخلين إلى الحديقة بلطف ليخبروهم بأنهم جمعية التعليم ومكافحة الأمية، ويستقطبون الأطفال إلى الخيمة المنتصبة في وسط الحديقة ليرسموا ويلونوا ويقرأوا.
بعلمي يتحقق حلمي
وما إن تنزل الدرج الذي ما زال يجعلك تهبط لتسلم على أبي فراس الحمداني، وتسمع أشعاره التي تحفظها الساعة العشبية المنتعشة بهذا المطر، حتى ترى أفراد الجمعية منتشرين يدعون الأمهات والآباء والأطفال إلى خيمتهم التي دخلتها “البعث” ورأت كيف الأطفال الصغار سعداء وهم يلونون، وغيرهم من الأطفال يقرأون القصص بسعادة، ثم يلخّصونها، والجميع يحصل على مكافآت مثل الحلوى، وبإمكانهم قراءة عبارات مخطوطة معلقة على جدران الخيمة المزينة ببالونات ملونة، مثل “لماذا نقرأ؟” مع عدة إجابات، و”بعلمي يتحقق حلمي”، و”القراءة هي زيت قنديلك الذي ينير طريقك” ومرسوم في أعلاها فانوس من فوانيس مدينة حلب القديمة.
إسماعيل اسكيف معلم صف من الجمعية، ومديرية التربية: حملتنا تمتد لثلاثة أيام، نحاول من خلالها الإضاءة على أهمية العلم والدراسة والقراءة واكتشاف المواهب.
بينما قالت ضحى سليمان من الجمعية ومديرية التربية: محاولة تشجيعية لاستقطاب الأطفال واليافعين لكي يعوا معنى التعلّم والقراءة والموهبة.
وبدورها أخبرتنا المعلمة هيام بي عن ضرورة القيام بهذه الأنشطة القريبة من المجتمع والعائلات، خصوصاً، الحديقة التي يرتادها جميع أهالي حلب، لينجذبوا أكثر إلى العلم والمعرفة والثقافة والفنون.
الطفل رضوان كاميرال ـ الصف الثاني ألون الزرافة وأصدقائها الحيوانات، وعندما سألته أن يحكي حكاية ما يلونه، قال: إنها زرافة مبتسمة والأغنام ترعى، وتتراكض.
وأصغر مشاركة كانت الطفلة تاج بدوي التي لم تلتحق بعد بالمدرسة، لكنها تلون الوجوه المرسومة بالأحمر والأزرق، لأنها تحب هذين اللونين كما أخبرتني.
أسئلة لجاذبية أكبر
الحملة جميلة وتساعد الأهالي والأجيال على المزيد من الوعي بأهمية العلم والقراءة والكتاب والفنون، لا سيما في زمن التسلل أو التسرب من المدارس إلى الحديقة وغيرها، لكن، لماذا لم تكن هناك أغان وأناشيد وموسيقا خاصة بالأطفال لتلفت انتباه الناس إلى الخيمة؟ ولماذا تم اختيار عناوين للعب العلوم والتخلص من الارتباك وغيرها فقط؟ فلم نجد كتباً تعليمية متنوعة تساهم في جاذبية القراءة، ولا كتباً أدبية مناسبة للكتاب الحلبية والسوريين وغيرهم؟ وهل من تعاون مع الجهات الثقافية الأخرى المختصة، خصوصاً، وأن الكتب القليلة المتواجدة كما قيل لي هي فقط من دار الكتب الوطنية؟ وكنت أتمنى لو نكون نحن الكتاب متواجدين مع هكذا حملات لنساهم في تفعيل القراءة والأسئلة واكتشاف المواهب.