المعلوماتية والتراث الحضاري
حلب-غالية خوجة
كيف نوظف المعلوماتية والآثار في نسق معاصر؟ هذا ما أجابت عنه ندوة “دور المعلوماتية في الحفاظ على التراث الحضاري” التي أقامتها جمعية العاديات بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية المعلوماتية ومديرية الثقافة في صالة تشرين، وتحدث فيها المهندس زهير الناصر، رئيس اللجنة الإدارية للجمعية المعلوماتية، عن أهمية المعلوماتية في الحياة المعاصرة، ودور الأنشطة الهامة في هذا المجال التي تركّز على الشباب ومنها الدورات التدريبية المتنوعة للاستمرار في ردم الفجوة بيننا والعالم، وعن دور المعلوماتية في الحفاظ على الأرشفة من خلال التقنيات المعاصرة والتطور التكنولوجي، ملفتاً إلى العوامل التي دعت إلى ظهور رقمنة الوثائق كمستندات رقمية أكثر أماناً ضد الأضرار والكوارث، وإمكانية الوصول الآمن المصرح به إلى المستندات الرقمية في أي وقت ومن أي جهاز إضافة إلى نفقات التخزين.
كما عدّد فوائد الرقمنة ومنها تحسين وزيادة الإنتاجية وتقليل التكلفة مع الحفاظ على دقة وصول البيانات من خلال الارتكاز على الوثائق النصية والمصورة والتسجيلات الصوتية أو المرئية، وكيفية تحويل المعلومات التناظرية إلى تنسيق رقمي مثل مسح مستند مادي ضوئياً ليصبح ملفاً أو سجلاً رقمياً، مع الاستفادة من أدوات البحث في الأرشفة واسترجاعها ومشاركتها مع المستخدمين الآخرين بسهولة وأمان وبأقل تكلفة ووقت، وذلك لمواكبة تطور تقنية المعلومات والبرامج الحاسوبية بما يخدم المنظمات والمؤسسات.
وبدوره، أوضح د.م باسل أبو صالح كيفية توثيق التراث الحضاري المادي والمعالم الأثرية من خلال تكنولوجيا المعلومات ووسائطها المختلفة ومنها طوبوغرافيا المعالم، وما تتضمنه من بيانات مكانية ووصفية، ووسائلها مثل الاستشعار عن بعد من الفضاء، وأجهزة المساحة، و”جيبي إس” و”الدرون” والكاميرا وتقنيات الهاتف المحمول، شارحاً الإجراءات الممكنة لربطها بالخرائط الالكترونية مثل “غوغل ماب”، وغوغل “إيرث”، وكيف أصبحت “داتا” بيانات المباني بحاجة ماسة إلى الدراسة الواقعية والافتراضية خصوصاً بعد الزلزال.
ولفت المحاضران إلى عدة نقاط هامة أخرى، منها معاناة التصوير للمكان فيما إذا كان هناك عائق مثل الأشجار، وكيفية إزالتها من البيانات المعلوماتية للحصول على المعلومات الدقيقة عن المبنى، إضافة إلى كيفية التعامل مع الخرائط الورقية لحلب مثلاً لتحويلها إلى الرقمنة، أو تحويل مخطط مرسوم يدوياً إلى رقمنة.
وأكد المشاركان ومعهم محمد خير الدين الرفاعي رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات الذي قدم وأدار الندوة على تأثير الحرب والحصار سلبياً على هذا الدور المعرفي الهام للبيئة المعلوماتية والواقع المعزز رغم امتلاكنا للعقل البنّاء والإمكانات البشرية الإيجابية ومنها طاقة الجيل الشاب.
وأغنت الجلسة الأسئلة والمداخلات بين الحضور والمنصة، ومنها التساؤل عن كيفية التسارع في هذا المجال، خصوصاً، وأن التكنولوجيا في تسارع كبير؟ وأين هذا التطور المعاصر في الواقع؟ وكيف نربط العلم بالمجتمع؟