“قطرة الريحان” النموذج التنموي الأول في سهل الغاب ضمن البرنامج الوطني لتنمية المناطق الريفية
دمشق – ميس خليل
يعتبر البرنامج الوطني لتنمية المناطق الريفية أحد المشاريع التطبيقية التي تأتي تلافياً لثغرات البرامج السابقة للتنمية الريفية، وتتناول التنمية الريفية من منظور متكامل لكافة الجوانب المجتمعية.
الدكتورة رائدة أيوب مديرة التنمية الريفية بوزارة الزراعة أوضحت لـ”البعث” أن البرامج السابقة للتنمية الريفية كانت تنفّذ من قبل جهة واحدة، ولم يكن هناك شراكات مع الجهات المعنية بالتنمية، سواء جهات رسمية واتحادات أو منظمات، كما أن اقتراحها وتنفيذها وتقويمها يتمّ مركزياً من الجهة المنفذة لها بمعزل عن التشاركية مع أبناء المجتمع المحلي، ما استوجب إطلاق اقتراح البرنامج الوطني لتنمية المناطق الريفية والذي يقوم على التكامل بكافة مكونات التنمية من جهة، والشراكة بين كلّ الجهات ذات الصلة بالتنمية، إضافة إلى التشاركية بالتصميم والتنفيذ والتقييم مع أبناء المجتمع المحلي من جهة أخرى، بحيث يعتمد على منظور التنمية المتعدّدة الأبعاد التي تتوخى تغييراً إيجابياً كلياً في كافة مناحي الحياة الريفية.
أيوب ذكرت أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ستعمل على إطلاق 22 قرية تنموية، وتمّ إطلاق أول نموذج تنموي في قرية قطرة الريحان– الغاب والذي يعتمد على منهجية الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية والبشرية بالتشاركية مع المجتمع المحلي في القرية، للوصول إلى وضع أفضل للقرية اجتماعياً واقتصادياً، حيث تمثلت هذه التشاركية من بداية اختيار القرية إلى جمع البيانات وتشخيص احتياجات المجتمع المحلي، ومن ثم وضع خطة عمل لتنمية القرية.
وعن الرؤية من البرنامج أشارت أيوب إلى أن الغاية هي الوصول إلى قرى ذات اقتصاد زراعي متطور يقوم على الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية والبشرية، وتكون قادرة على إدارة عملية التنمية والتغيير بنفسها للانتقال إلى حياة أفضل مما كانت عليه سابقاً، في حين أن أسس المبادرة تعتمد على التخطيط التنموي، والتشاركية مع أبناء الريف، والشراكة الفعلية مع كافة الفعاليات التنموية ذات الصلة، ومراعاة الفروق بين المجتمعات الريفية.
وأشارت أيوب إلى أن الجهات الشريكة بالتنفيذ هي الجهات الحكومية ذات الصلة (وزارة الصحة، وزارة التربية، وزارة الإدارة المحلية والبيئة، وزارة الموارد المائية) إضافة إلى: القطاع الخاص، الجمعيات الأهلية، الاتحادات، المنظمات الشعبية، المحافظة المعنية بكافة مكاتبها التخصصية، المنظمات الدولية العاملة في سورية ذات الصلة بالتنمية، المجتمع المحلي.
وحول سؤالنا لماذا تمّ اختيار قرية قطرة الريحان، بيّنت أيوب أن وزارة الزراعة انطلقت بتطبيق مبادرة “معاً نبني حلماً” في محافظة حماة، وقد تمّ ترشيح خمس قرى لتكون النموذج الأول لتطبيق المبادرة وهي قرى (قيرون، أم الطيور، بشنين، معرين الصليب، قطرة الريحان)، وبعد المفاضلة بين هذه القرى وقع الاختيار على قطرة الريحان إحدى قرى سهل الغاب الذي يعتبر مورداً اقتصادياً وزراعياً وسياحياً خصباً متنوع الموارد الطبيعية والبشرية، ويمكن أن يكون حاضنة للنماذج التنموية للمبادرة، أضف إلى ذلك توافر المعايير التالية في قرية قطرة الريحان وهي أن عدد السكان فيها معتدل لا يقلّ عن 1000 نسمة ولا يتجاوز 3000، ولدى الأهالي رغبة في التشاركية التننموية، كما أنها تعاني نقصاً في الخدمات والبنى التحتية، ولديها مشكلات في القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، ولا يوجد خلافات ونزاعات بين الأهالي، ومما عزّز الاختيار طلب الأهالي التدخل التنموي في قريتهم، وأبدوا كامل استعدادهم لتقديم كلّ ما يلزم لإنجاح هذا التدخل في سبيل تعزيز وخلق واقع أفضل.