ثقافةصحيفة البعث

معرض تشكيلي حلبي يحتفي بذكرى الحركة التصحيحية

حلب-غالية خوجة

عبّر 27 فناناً من خلال 26 لوحة و3 منحوتات عن احتفالهم بذكرى الحركة التصحيحية في صالة الأسد للفنون الجميلة، وتنوعت الأعمال بين الواقعية المكانية والحالمة والانطباعية والرومانسية والطبيعية والتشكيلية الحروفية التي رسمت الذاكرة العمرانية وتفاصيل الحياة اليومية الحلبية خصوصاً والسورية عموماً.

وعن هذا المعرض الذي أقامته جمعية أصدقاء فتحي محمد للفنون التشكيلية بالتعاون مع فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين ومديرية الثقافة، قال الفنان إبراهيم داود أمين سر الاتحاد: إنه معرض سنوي يقام بتاريخ محدد هو 16 تشرين الثاني إحياء لذكرى الحركة التصحيحية، ويشارك فيه أعضاء وأصدقاء جمعية فتحي محمد إضافة إلى فنانين من خارج الجمعية.

متغيرات المكان

تبدو المباني الأثرية في لوحة مجد كيالي ذاكرة ملونة بتدرجات زاهية تعكس لون التراب والسماء بهدوء مطمئن مع حركة المجتمع والشخوص العابرة، لكنها تبدو بيومياتها الداخلية المحلية في لوحة الفنان أيمن أفندي بطقسها الليلي وإضاءة مصابيحها المطلة على باحة الدار بطرازها الجمالي، ونوافذها، ونقوشها، وانعكاسها على ماء البركة التي تجلس قربها العائلة لتناول العشاء.

ولكننا نراها مبانٍ متداخلة مع شخوصها في لوحة جوزيف كبابة لتعبر من الخيوط السوداء وأحزانها البنية إلى لون الشعاع، وتبرز بنباتاتها وبيئتها المتفائلة في لوحة زياد مرشحة التي تنسجم فيها البيوت وأبوابها بطريقة تركيبية، تلك المباني يتغير منظرها في لوحة جمال مهروسة التي يفضلها بلون زمانها الأبيض والأسود وإطلالتها على أشجار الطريق، وظهيرتها المتناغمة مع النوافذ المغلقة، ونلمحها ذاكرة من بيوت طينية مندغمة مع كلمة حلب بلامها المنصّفة لبوابة ما، وباب أثري ما، في منحوتة عبد القادر منافيخي، وتتكاثر هذه البيوت الطينية في لوحة فيصل تركماني لتمتد ثرية عريقة تنعكس على صباحاتها تلاوين السماء بأزرقها الممتزج مع أخضرها وأصفرها المائل إلى البرتقالي.

المرأة الصابرة

وتظهر المرأة السورية بصبرها واحتمالها في لوحة إبراهيم حمو لتستمر في الانتصار على مصاعب الحياة وأثقالها الحارقة مصرة على الخروج من فجوة الضيق إلى الفضاء، وتتخذ شكلاً آخر في لوحة إسماعيل نصرة لتكون الفتاة الحالمة بالوردة النابتة من لحظة في الجدار لتمسك المستقبل، وهي ذاتها المرأة في تحولاتها الضبابية في لوحة سوزان حسين، بينما تحكي في لوحة وحيد قصاص حكاية 3 نساء جمعهن الألم والأمل، وتنزح المرأة إلى جدتها الفينيقية في لوحة صلاح خالدي بين الجرار الفخارية والبحر والسفينة.

بينما كانت سعيدة الفنانة ابتسام مجيد المشاركة للمرة الأولى في هذا المعرض بلوحة لسيدة متشبثة ببيتها وكأنها جزء أساسي من تكوينه رغم الحرب، متشبثة بإطار النافذة أو اللوحة التي تبرز منها لوحة أخرى ليدين تتشبثان بمفتاح البيت وكأنها تتشبث بالأمل الباقي.

حروفيات

وتتشكل الحروفية بتعابيرها بين الحمد لله في لوحة أنس حامد المعتمدة على لون الضوء وظلاله وامتدادات الخطوط العمودية، وبين التداخلات الحروفية في لوحة خلدون الأحمد، وتعتمد في لوحة أحمد قاسم على النقطة المشرقة باللازورد والممتصة للكون السابح ودلالات الآية الكريمة “نون والقلم وما يسطرون”