المقبرة تفضح عدد القتلى الصهاينة
تقرير إخباري
التعتيم الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي على خسائره الكبيرة في عدوانه البري على غزة، صار حديث وسائل الإعلام وخاصة بعد المشاهد الكارثية للدبابات الإسرائيلية التي يتم تدميرها في غزة، فبالقياس إلى عدد الدبابات التي خرجت من الخدمة في المعركة الحالية يبدو الرقم المعلن حول الخسائر البشرية في صفوف الجيش الصهيوني هزيلاً جداً، إذ ليس من المعقول مثلاً أن يتكوّن طاقم الدبابة من شخص واحد، وهذا يعني أننا إذا صدّقنا الرواية الصهيونية التي تتحدّث إلى الآن عن عدد لا يتجاوز الأربعين جندياً وضابطاً قتلوا في صفوفه في المعركة البرية حتى الآن، فإن الأرقام التي تحقّقها المقاربة السابقة ربما تشير إلى أن أغلب الجنود الذين قتلوا حتى الآن، وهم يقاتلون في صفوف الجيش الصهيوني، إنما هم من المرتزقة، وهذا ربما يكون منطقياً بالقياس إلى أن معنويات الجيش الصهيوني منهارة أصلاً تجاه أيّ معركة برية، وبالتالي يتم ذكر أسماء الضباط الذين قتلوا، بينما لا يتم ذكر أسماء الجنود لأنهم في الأغلب من المرتزقة، ويدعم هذه الرواية قيام العديد من المرتزقة الأوروبيين بالخدمة في صفوف الجيش الصهيوني.
ولكن هذه الرواية على ما تحمل من دلالاتٍ تدحضها مجموعة من المؤشّرات، حيث يقوم الإعلام الحربي للمقاومة بنشر مشاهد كثيرة لدبابات وجنود صهاينة تم سحقهم داخل المعركة، وكذلك قام الإعلام المقاوم أكثر من مرة بدحض الرواية الصهيونية التي تتحدّث عن عدد الأسرى الصهيونيين لدى المقاومة خلال عملية طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن الأعداد الحقيقية هي أضعاف هذه الأرقام، وربّما كان هذا سبباً رئيساً في منع قناة الميادين من البث من داخل الأراضي المحتلة.
على أن ما كشفه مدير مقبرة “جبل هيرتسيل العسكرية” عن الأعداد الكبيرة التي تم دفنها من جنود الجيش الإسرائيلي نتيجة المعارك التي يخوضها في قطاع غزة، حيث تم دفن 50 جندياً خلال 48 ساعة، يفضح الرواية الصهيونية التي تحاول التقليل من حجم الخسائر البشرية ويصيبها في مقتل.
فقد قال دافيد اورن باروخ مدير مقبرة “جبل هرتسيل العسكرية”: “نحن نمرّ الآن بفترة كل ساعة هناك جنازة، كل ساعة ونصف جنازة.. طُلب مني فتح عدد كبير من القبور.. فقط في مقبرة جبل هرتسيل دفنّا 50 جندياً خلال 48 ساعة”.
وإذا علمنا أن أسماء الجنود القتلى لا تُعلن إلا بعد سماح الجيش الصهيوني بذلك، فإن الحديث عن 380 قتيلاً في صفوفه منذ السابع من تشرين الأول الماضي هو محض كذب، لأن معدّل خمسين جندياً خلال 48 ساعة يتم دفنهم في هذه المقبرة فقط يجعل الرقم منذ بداية العدوان البري يتجاوز ألف قتيل، وعلى مستوى هذه المقبرة فقط.
إذن، لا يمكن الركون إلى ما يتم الإفراج عنه من معلومات حول قتلى الجيش الصهيوني الحقيقيين، لأنه يعمل من خلال هذا التعتيم على الحفاظ على ما تسمّى “الجبهة الداخلية”، وفي النهاية لا بدّ من الاعتراف بالرقم الحقيقي لأن الحرب ستنتهي، وسيضطرّ هذا العدو إلى الإقرار بهذه الهزيمة والإعلان عن خسائره.
طلال ياسر الزعبي