ثقافةصحيفة البعث

صقل وتنمية المواهب الإبداعية الواعدة أولوية في برامج “ثقافة اللاذقية”

اللاذقية- مروان حويجة

تتّسع وتتكثّف حركة النشاط الثقافي في محافظة اللاذقية خلال الشتاء، بالتزامن مع تعدّد وتنوّع النشاطات والبرامج في مراكز الفن التشكيلي والتطبيقي، ومعاهد الثقافة الشعبية والموسيقية والمراكز الثقافية.

وأوضح مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم في لقاء مع “البعث” أنّ خطة العمل الثقافي لموسم الشتاء التي جرى التحضير والإعداد لها، تشمل جميع مجالات وأشكال النشاط الأدبي والفكري والفنّي والتراثي، إلى جانب الأنشطة التدريبية والتعليمية الهادفة إلى صقل وتنمية المهارات والمواهب. وأضاف: نحن الآن في طور الإعداد لمجموعة أنشطة متنوّعة شاملة لمختلف الشرائح العمرية والاهتمامات الثقافية، ومنها أنشطة موجّهة للأطفال مع نهاية العام، ويتبعها عروض وفعاليات في عطلة أعياد الميلاد، وهناك روزنامة الأنشطة الثقافية والفكرية والفنيّة، ومجموعة العروض المسرحية الجوّالة في الأرياف والمركز الثقافية في المدن والبلدات، وهذه العروض والفعّاليات تستهدف الأطفال واليافعين والشباب، حيث تقام أنشطة تستقطب المواهب الأدبية الشابة في الشعر والقصّة والمقالة لتنمية مهاراتهم وصقل نتاجاتهم، وأيضاً محطات للمسرح والموسيقا والفن التشكيلي من خلال مراكز الفنون التشكيلية والتطبيقية التي تقيم دورات نصف سنوية بأجور رمزيّة جداً على الرسم والخطّ والنحت، ودورات موسيقية في معهد محمود العجّان، ودورات في معاهد الثقافة الشعبية على اللغة، والحاسوب والمهارات المتنوعة في دورات مختلفة كلّ ٣ أشهر، والتصوير الضوئي والنحت والرسم والصلصال في مركز الفنون التطبيقية، وورشات تدريبية حول المسرح والتمثيل، وورشات اختصاصية بإشراف الخبرات والمختصين الذين نعتزّ بكفاءتهم.

وأكّد صارم حرص المديرية على الحضور الواسع والمميّز للخبرات في تأهيل وتدريب المبتدئين وتمكين المواهب من شقّ دربها في ممارسة هوايتها وموهبتها للمهتمين بالتمثيل، وسبر واستكشاف الطاقات الإبداعية، وإفساح المجال واسعاً أمامها، وإتاحة الفرصة لتقديم مواهبها، سواء الفكرية أو الأدبية بكل الأجناس كالشعر والقصة والمقال. وأكّد صارم أنّ إعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من الشخصيات الأدبية والثقافية والفكرية أولوية في خطة العمل الثقافي، وذلك بالحرص على عدم تكرار أسماء على حساب غيرها، واعتماد تقييم مستمر لأداء وفاعليّة وجدارة جميع المشاركين في تقديم نتاجاتهم على المنابر الثقافية، وبيّن صارم أنّ إطلالة الشخصية الثقافية أو الفنيّة على الجمهور عبر المنبر فرصة بالغة الأهمية له، واستمرارية الوقوف على المنبر وتكرار الإطلالة تتوقف على عطاء الشخصيّة وجدارتها بهذا المنبر، وهذا ما يجد منعكسه وصداه عند الجمهور أولاً، وذلك لأنّه من خلال الجمهور نفسه تتشكّل حالة فرز حقيقية لكل مشارك في أي نشاط ثقافي أو فنّي، إضافة إلى اعتماد معايير وأسس من مديرية الثقافة لتقييم الأداء والحضور والفاعلية، وهذا التقييم جزء مهمّ وأساسي من عمل المديرية لأجل الحفاظ على النوعيّة في العمل الثقافي، ولأجل تحفيز الطاقات الإبداعية المميزة التي يظهر تميّزها وجدارتها.

وأشار صارم إلى أنّ خطة العمل الثقافي تركز على استحضار المسيرة الإبداعية للرّواد بإقامة ملتقيات ومهرجانات تحمل أسماءهم وتتناول أعمالهم، ومنها ملتقى محمود العجّان الموسيقي الذي تشارك فيه أيضاً فرق المعهد وفرق موسيقية شبابية، وهذا الملتقى يشكّل محطة مهمّة جداً لصقل المواهب الفنية الشابة، وفرصة غنيّة تتيح للشباب تقديم مواهبهم، ومنحهم الثقة الضرورية التي تعزّز فيهم التميّز.

وهناك ملتقى الروائي حنّا مينه الذي يضيء على تراثه وإبداعه، وأعماله، وملتقى زكريا شريقي للفنّ التشكيلي الذي يشكّل تظاهرة ثقافية فنيّة نوعيّة تضيء على إبداع، ودور وأعمال المبدع زكريا شريقي، ومهرحان بدوي الجبل الشعري.

وتأتي هذه الملتقيات والمهرجانات ضمن اهتمام وزارة الثقافة بالقامات الإبداعية الثقافية في المجالات المختلفة، وتعريف الأجيال الشابّة بها، إضافة إلى جميع شرائح المجتمع، وأشار إلى أنّ الاهتمام بهذه القامات والرّواد يتجلى في إطلاق أسمائهم على الصالات والمكتبات والقاعات مثل مكتبة عبدالله عبد، وصالة عزيز نصّار وأسماء عديدة.

كما أنّ للكتاب مساحة واسعة من الاهتمام عبر معارض له في دار الأسد، وفي مختلف المراكز الثقافية وصالات العرض المختلفة، ولفت صارم إلى التعاون الوثيق مع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية، وكافة المؤسسات الثقافية، والمنظمات الشعبية والنقابات في معظم الأنشطة الثقافية، والتشبيك مع مختلف المؤسسات والهيئات الثقافية ومؤسسات المجتمع الأهلي.