“زراعة طرطوس” تحذر من الفطور البرية
طرطوس – محمد محمود
رغم التحذيرات التي تطلقها زراعة طرطوس حول الفطور البرية السامة، تسجّل المحافظة كلّ عام حالات مختلفة من حالات التسمّم الناجمة عن تناول الفطر البري الذي ينتشر بكثرة في الأراضي بفصل الشتاء في مناطق مختلفة، ويتمّ جمعه من قبل أهالي القرى، وكان آخرها عدة حالات تسمّم في منطقة حميدية طرطوس.
وبحسب الدكتور فادي ديوب مدير الحراج في مديرية زراعة طرطوس لا يوجد حتى الآن دراسات معتمدة للفطر، وأنواعه المنتشرة بكثرة، ولم يسبق أن سجّلت له أنواع مصنّفة بشكل رسمي في مديرية الزراعة ودائرة الحراج، باستثناء بعض الأنواع المعروفة، كونه لا يوجد خبراء في هذا المجال، ويتمّ الاعتماد على خبرة بعض السكان المحليين، وبعض المواقع الإلكترونية للتمييز بين أنواع الفطر الكثيرة جداً، مضيفاً: يُجمع الفطر البري مؤخراً من قبل عدد من سكان القرى في المحافظة بقصد استهلاكه كطعام، وأحياناً للتجارة على نطاق محدود، مع الإشارة إلى أنه لا تتوفر دراسات اقتصادية لاستثماره أو الاستفادة منه.
وبيّن ديوب أن وزارة الزراعة – مديرية الإرشاد الزراعي تنشر في كلّ عام منشورات حول أنواع الفطور الصالحة للاستهلاك مع صورها، فمثلاً الفطر الأبيض المشروم، والمحاري والكمأة هي فطور جيدة ومعروفة الشكل ويمكن تناولها بشكل آمن، في حين هناك أنواع سامة تشبه الفطور الآمنة لكنها خطرة جداً وشديدة السمية مثل: (المانيت الطائر، وغاليرينا، وقبعة الموت)، وجميع هذه الأنواع يتمّ نشر تعاميم بصورها، ومراحل حدوث التسمّم الناجم عن تناولها وأعراضه.
وحول آليات وطرق جمع الفطر، لفت ديوب إلى الابتعاد عن الأماكن الملوثة واستخدام اليد بحذر للحفاظ على أجزائه، حيث يراعى استخدام السكين لقطع منطقة أسفل الساق، مع مراعاة عدم ترك أي جزء خارج التربة وتغطية الحفرة الناتجة بالأعشاب أو التراب، وعدم جمع كامل كمية الفطر من الموقع نفسه، واختيار الفطور الناضجة، وعدم وضع كافة الأنواع المجموعة في سلة واحد تجنباً لتلوث الأنواع غير السامة بأحد الأنواع السامة، معتبراً أن طهي الأنواع السامة لا يعني أنها أصبحت صالحة للأكل، وأحياناً يحدث التسمّم من الأبخرة المتصاعدة منها.
أما عن أماكن انتشار الفطر البري، فقد أشار مدير الحراج إلى أن أغلب مناطق المحافظة يمكن أن ينتشر فيها الفطر البري، وخاصة في المواقع الرطبة كغابات الصنوبر والسنديان، ولوحظ مؤخراً انتشار كميات وافرة منه.