قوات الاحتلال تحاصر وتقصف مستشفى الإندونيسي آخر مؤسسة صحية تعمل في شمال قطاع غزة
الأرض المحتلة -نيويورك – تقارير
واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة المحاصر موقعة قتلى وإصابات في صفوفها، ضمن عملية طوفان الأقصى المتواصلة لليوم الخامس والأربعين، رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المقاومة الفلسطينية: إن مقاتليها أوقعوا 6 جنود للاحتلال ما بين قتيل وجريح، خلال اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة وقذائف الـ RPG في محور التوغل غرب بيت لاهيا شمال القطاع، كما استهدفوا ليل الأحد 7 آليات للاحتلال بقذائف “التاندوم” و”عبوات العمل الفدائي” في محاور التوغل ببيت حانون وبيت لاهيا والصفطاوي وغرب مخيم جباليا شمال القطاع.
وأشارت المقاومة إلى أنها استهدفت تحشيداتٍ لجنود وآليات العدو الإسرائيلي شمال غزة بقذائف الهاون وقاعدة “رعيم” العسكرية برشقة صاروخية.
من جانبه اعترف الاحتلال بمقتل جنديين في الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية شمال غزة، ليرتفع عدد قتلاه منذ بدء توغله البري في القطاع إلى 65.
في الأثناء، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 13 ألف شهيد بينهم ما يزيد على 5500 طفل و3500 امرأة إضافة إلى أكثر من 30 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الاحتلال قصف بالطيران منازل في مخيمي النصيرات والبريج وسط قطاع غزة وفي محيط مستشفى النجار في رفح ومناطق متفرقة في خان يونس جنوبه ومدرسة تؤوي نازحين قرب مستشفى الإندونيسي شمال غزة، ما أدى لارتقاء أكثر من 60 شهيداً وإصابة العشرات، كما حاصرت قوات الاحتلال مستشفى الإندونيسي بعشرات الآليات والدبابات وقصفته بالمدفعية، ما أدى إلى استشهاد 12 من الجرحى ومرافقيهم وإصابة العشرات، بينهم اثنان من الطواقم الطبية، كما أن قناصة الاحتلال المنتشرة على أسطح المباني القريبة من المستشفى تستهدف كل من يحاول الخروج منه، وتحول دون وصول سيارات الإسعاف إليه لنقل الجرحى باعتباره المستشفى الوحيد الذي يعمل بشكل جزئي في شمال القطاع.
من جهتها، أوضحت الصحة الفلسطينية أن الوضع كارثي في مستشفى الإندونيسي وأن عدد الشهداء مرشح للزيادة بسبب انقطاع الكهرباء بعد توقف مولداته عن العمل نتيجة القصف، مبينةً أن آلاف النازحين ونحو 700 من الطواقم الطبية والجرحى والمرضى موجودون في المستشفى وسط مخاوف من تكرار الاحتلال مجازره التي ارتكبها بمجمع الشفاء الطبي.
من جانبها أكدت المقاومة الفلسطينية أن قصف الاحتلال الإسرائيلي وحصاره مستشفى الإندونيسي جريمة تستدعي تدخلاً دولياً لحماية آخر مؤسسة صحية تعمل في شمال قطاع غزة.
وقالت المقاومة: في استمرار لسياسة الاحتلال تدمير القطاع الصحي، ضمن مسعاه لتنفيذ جريمة التهجير القسري للفلسطينيين تحت وطأة القصف والمجازر وتدمير البنى المدنية بدأ جيش الاحتلال الإرهابي قصفاً مكثفاً على مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، أوقع 12 شهيداً حتى الآن، وعشرات الجرحى، من بين الطواقم الطبية والمرضى والنازحين الذين يحتمون فيه، بعد أن ضرب حصاراً مشدداً على المنطقة، وبدأ بإطلاق النار على كل من يتحرك فيها.
وأضافت المقاومة: إن هذا العدو المجرم الذي يحاصر ويقصف المستشفيات، تحت سمع وبصر العالم أجمع، يحاول اليوم الإجهاز على المستشفى الوحيد العامل في شمال قطاع غزة، بعد أن فرض وقف العمل بقوة السلاح والقصف، في باقي المستشفيات، وهو ما يتطلب موقفاً واضحاً من المجتمع الدولي، ينحاز فيه إلى قيم الإنسانية والقانون الدولي، ويوقف المجزرة الوشيكة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في المستشفى الإندونيسي، ويوقف جميع الانتهاكات الصارخة بحق المدنيين في قطاع غزة.
في سياقٍ متصل، أكدت المقاومة الفلسطينية في بيان بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أن دماء أطفال غزة ستبقى شاهدة على إجرام كيان الاحتلال الإسرائيلي النازي، مطالبةً الأمم المتحدة بتوفير الحماية لأطفال فلسطين، وإدراج الكيان على قائمة العار ومحاكمة مسؤوليه كمجرمي حرب.
بدورها، أعلنت التربية والتعليم الفلسطينية أن أكثر من 5 آلاف طفل، بينهم ما يزيد على 3 آلاف طالب استشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
إلى ذلك أكد مندوب السلطة الفلسطينية الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن الإرهاب الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر إهانة للإنسانية ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، مشدداً على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات جدية لوقفه.
وذكرت وكالة “وفا” أن منصور أوضح في رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة أن “إسرائيل” القوة القائمة بالاحتلال تواصل شن حربها الشرسة على الشعب الفلسطيني متجاهلة الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار ودعوات الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى هدنة إنسانية.
من جانبها، طالبت رئاسة السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية بالتحرك لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتدخل الفوري لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها وانتهاكاته للقرارات والقوانين الدولية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل مخيم العروب شمال الخليل الرصاص باتجاه سيارة، يستقلها شابان ما أدى لإصابة أحدهما كما منعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه وتركته ينزف حتى ارتقى شهيداً، فيما اعتقلت الشاب الآخر.
واقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في القدس والخليل وبلدات تقوع وأبو انجيم والرشايدة في بيت لحم ودير ابزيغ في رام الله وقريوت في نابلس ودير الغصون وضاحية الشويكة في طولكرم، واعتقلت 48 فلسطينياً.
إلى ذلك أغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا شمال القدس، ما أدى إلى عرقلة حركة مرور الفلسطينيين.