ماذا بعد احتجاز “غالاكسي”
تقرير إخباري
بلع جميع القادة الغربيين ألسنتهم ولم يصرّحوا إلى الآن حول موقفهم من احتجاز القوات البحرية اليمنية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، فالعمل الذي يحاولون إقناع قادة العالم “المتحضّر” بأنه عملية قرصنة وتهديد خطير للممرات الدولية، لا يمكن قياسه بأيّ حال من الأحوال بالمجازر التي يرتكبها قادة الاحتلال الصهيوني بحق الأطفال والنساء بقطاع غزة المحاصر التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بكل المقاييس، ويقوم هؤلاء القادة بتغطيتها ومنع محاسبة “إسرائيل” عليها، كما أن السفينة المحتجزة يملكها رجل أعمال إسرائيلي، واليمن أعلن أنه في حالة حرب مع الكيان الصهيوني، وهذا يعني أن احتجاز هذه السفينة في ظروف الحرب أمر طبيعي.
ومن هنا فإن استهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، أو التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، أو التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة، والإبادة الجماعية بحق شعبها وضع الغرب في حيرة من أمره، إذ لا يستطيع شنّ عدوان على اليمن بهذه الذريعة، وهذا يقتضي طبعاً النظر في الكيفية التي ينبغي على الغرب التعامل فيها معه، لأن الحرب ههنا بين اليمن و”إسرائيل”، والغرب يؤكّد أنه ليس شريكاً لـ “إسرائيل” في حربه على غزة، فماذا لو اعتقد الغرب أن بإمكانه في هذه اللحظة التاريخية استهداف اليمن بقواته وأساطيله؟
العملية التي رأى فيها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي “حدثاً خطيراً للغاية”، لأن كيانه لا ينبغي طبعاً أن يتعرّض لمثل هذا التحدّي الذي يجد نفسه عاجزاً عن الردّ عليه، جاءت لتؤكّد من جهة أخرى لهذا الكيان، وغيره من الدول الغربية الداعمة له، أن هذا الممر البحري المهم محكوم أيضاً بموافقة اليمن على جميع السفن المارة عبره، إذ لا يمكن أن تكون اليمن على حرب مع دولة ما ثم تسمح لسفنها بالعبور بالقرب من حدودها.
اليمن حصر هذه العملية بالسفن الإسرائيلية، وقد هدّد بذلك وفعل، حيث سيكون لهذه العملية أثر كبير في عملية تأمين البضائع للكيان الصهيوني التي سترتفع، والعالم الغربي المتعجرف الذي لا يزال يدعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة المحاصر، ويرتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية هناك، ويمارس كل ذلك بضوء أخضر غربي، يدرك جيداً أن الخطوة اللاحقة ستكون إغلاق باب المندب، فهل يغامر باستعداء اليمن؟.
طلال ياسر الزعبي