صحيفة البعثمحليات

التطلع لزيادة مراكز المسح والاستقصاء للكشف المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة

دمشق- حياة عيسى

نقص السمع مشكلة مرضية منتشرة بشكل واسع بنسبة تتراوح بين 1-3 من كلّ ألف ولادة حيّة حسب الإحصائيات العالمية، لذلك التدخل والكشف بشكل يضمن الحصول على طفل طبيعي أو أقرب إلى الطبيعي بعمر مناسب، ولاسيما بوجود قدرة على الحل في حال الكشف المبكر، أما في حال التأخر في الكشف فهناك صعوبة كبيرة بتدبيرها، وبالتالي من شأنها أن تسبّب مشكلات كثيرة للطفل على مستوى النطق والتواصل مع المحيط.

عضو اللجنة الوطنية لبرنامج الكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الدكتور حسام حديد بيّن في حديث لـ”البعث” أن البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة الذي تمّ إطلاقه مستمر، وهناك 46 مركزاً سمعياً منتشرة في كل المحافظات، ومراكز استقصاءات في مراكز المحافظات أو المناطق الكبيرة، ومراكز تدخل بمدينة دمشق، حيث يتمّ المسح السمعي في الشهر الأول لحديثي الولادة عند اللقاح الأول ومراجعة المركز، ويتمّ عرض الطفل على لجنة الكشف السمعي لإجراء المسح في حال كان المسح موجوداً في المركز، وفي حال عدم وجود الخدمة يتمّ توجيه الطفل إلى المراكز القريبة لضمان إجراء المسح لكافة الأطفال، ويتمّ تسجيل المسح على بطاقة الطفل بحيث يتمّ التأكيد على إجراء المسح السمعي والنتيجة، ففي حال وجود مشكلة يتمّ تحويل الطفل لإعادة الإجراء مرة أخرى، وفي حال تم تأكيد المشكلة السمعية يتم تحويله إلى مركز الاستقصاء قبل الشهر الثالث لتشخيص الحالة السمعية، وبناءّ عليه يتمّ التوجيه اتجاه التدبير الطبي اللازم بالمعينات السمعية قبل الشهر السادس، ونتيجة المثابرة على العمل في كافة المراكز المخصّصة تم الكشف عن مجموعة من الحالات التي سيتم البدء بإجراءات التدبير المبكر اللازم لها.

وتابع حديد أن الاختبار المجرى لنقص السمع يعتبر بسيطاً وسهلاً وآمناً ومضموناً وغير مؤلم، وبالتالي يمنح فرصة الحصول على فوائد كبيرة، علماً أن كافة المراكز تقوم بالإجراء من خلال الدورات التي أجريت للكوادر بالتدريب بشكل عملي على طريقة التواصل عند الأهل وتوعيتهم بموضوع نقص السمع، لتأتي الخطوة الأهم التي تكمن في زيادة عدد المراكز الطبية التي تقوم بإجراء المسح السمعي بشكل كبير، وبالتالي زيادة عدد الأجهزة للانتشار على كامل الجغرافية السورية بهدف إجراء المسح السمعي لـ100% من حديثي الولادة، والعمل على زيادة مراكز الاستقصاء وما تحتويه من أجهزة أكثر تعقيداً، إضافة إلى الجزء الأهم وهو موضوع التدخل والتدبير سواء بالمعينات السمعية أو بزرع الحلزون أو بالتأهيل اللغوي الكلامي، وهذا يحتاج إلى كادر مدرّب لإجراء المسح السمعي، بالتزامن مع التخطيط لوضع مخطط للعام الحالي والعام القادم بإجراء الدورات للمسح والاستقصاء السمعي ودورات للإشراف على المراكز بشكل عام، وبالتالي للتأكيد عل استمرارية وتقدم البرنامج للاقتراب من تحقيق الهدف الذي يتمّ العمل عليه.

أما بالنسبة للمحافظات -حسب حديد- فقد أكد أنه يتمّ القيام بزيارات دورية وإشرافية للاطلاع على سير العمل بالمراكز والتعرف على احتياجاتها ومتطلباتها، والاجتماع بالقائمين على الموضوع على أرض الواقع ورؤيتهم للمنطقة، ولاسيما (حجم المراجعين، عدد الحالات، وتسجيل كافة التوصيات والملاحظات) في كل منطقة للوصول إلى المكان الجيد لفعالية العمل والحصول على نتائج جيدة والتغطية بشكل واسع وتقليل التسرب، إضافة إلى التنسيق مع المجتمع الأهلي بشكل دوري، حيث يتمّ نقل المعلومات من المراكز الصحية إلى مديرية الرعاية الأولية من خلال مديرياتها الفرعية، وحالياً وزارة الصحة بصدد إطلاق البرنامج الإلكتروني الذي يتضمن بيانات كاملة من كافة المراكز بشكل فوري وواسع على نطاق المحافظات، بحيث يكون ضماناً حتى ولو انتقل الطفل من مكان إلى آخر تتم متابعة حالته بشكل فوري.