قصص من الواقع في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص
حمص- سمر محفوض
وسط جمهور ثقافي عالي الذائقة والاهتمام بالأدب والإبداع وبمشاركة باقة من الكتاب والقاصين، نظمت رابطة الخريجين الجامعيين أمسية قصصية في مقرها بحمص.
تناولت القصص موضوعات حياتنا اليومية ومشاكلها وإضاءات على جانب من إرهاصات الواقع والأحلام المؤجلة وانعكاس قسوة ما نمر به على الطفولة والمجتمع وتغير المفاهيم ووجهات النظر واستغلال الظروف لدى البعض، ولم تغب أحداث فلسطين ووحشية وسادية العدو الصهيوني وما يمارسه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية والقانون بحق أهلنا في غزة وعموم فلسطين.
القاص و الروائي وجيه حسن شارك بقصتين الأولى حملت عنوان ” أحن إلى خبز أمي”، وتتحدث عن غطرسة و عنصرية الصهاينة وحروب الإبادة التي يقومون بها بحق أهلنا في فلسطين، بينما تناولت القصة الثانية والتي حملت عنوان “امرأة ربرابة زلقة ” حالة خاصة من حالات التفكك الأخلاقي وتهتك القيم التي طالت حتى غريزة الأمومة، وتتناول قصة طفل ولدته أمه سفاحاً ورمته في القمامة لينقذه كلب أسود اللون، قام بسحبه داخل كيس الخيش الذي كان فيه إلى مستشفى قريب لإنقاذه، وهي تحمل رسالة مجتمعية مفادها العودة إلى التمسك بالأخلاق والقيم لأنها تشكل الضمير الحي لسلوكنا وإنسانيتنا.
وقدمت القاصة عبير منون قصة مشوقة ومؤلمة معاً لم تخلو من لمحات أمل مخنوق ومصادر ورغبة حقيقية في السعي لحياة أفضل، وإن يكن عبر المخيلة حملت قصتها ” أحلام ممنوعة ” مشاهد من حياة طفل فقير يعمل في جمع النفايات البلاستيكية من الحاويات لبيعها وتأمين الدواء والغذاء له ولأمه المريضة، هذا الواقع اللا إنساني لم يغيب رغبته بالحياة الطبيعية فيحلم بالكتب المدرسية والملابس النظيفة والطعام الجيد ليصحو من أحلامه على ركلة صاحب المطعم الذي يبعده عن واجهة مطعمه، معتبراً أن مظهره ينفر الزبائن، في إشارة لواقع مرير يمنع حتى الحلم والحرمان من أبسط حقوق الطفولة، وهي المسكن الملبس الطعام والتعليم واللعب.
ليختتم الأمسية القاص الدكتور جرجس حوراني بثلاث قصص قصيرة من مجموعته “ورق أيلول” الصادرة عن وزارة الثقافة، القصة الأولى طباخ روماني، تتحدث عن شخص يتعلم الطبخ رغماً عنه، ليصبح أشهر طباخ وما يحدث معه من مفارقات مفاجئة في حياته المهنية، والقصة الثانية بعنوان أحلام عدنان بوظو، وفيها يروي كيف كان المعلق الشهير يبث طاقته الايجابية برفع المعنويات وهو يعلق على المباريات وهو يجنح للخيال قليلاً وللمبالغات الجميلة ليضيف جمالاً خاصاً على المشهد الرياضي، والقصة الثالثة بعنوان حامل المقص، تناول فيها مشاعر تلميذ تم تكليفه بحمل صينية المقص أثناء تدشين المحافظ لأحد الأفران وطموحه بالحصول على قطعة الحلوى التي يحبها ليكون من نصيبه شرف حمل المقص لا غير في إحالة إلى هزيمة الطفل وتكسير أحلامه ضمن تقديم لمحات من واقع الحياة والكوميديا السوداء وما خلفته الحرب الظالمة على بلدنا من نتائج يعاني منها الأطفال أكثر من سواهم. .