الدوري الإنكليزي تحت الضوء.. فضيحة إيفرتون تعيد تشيلسي ومانشستر سيتي إلى دائرة الخطر
البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر
لم يمض شهر على فضيحة المراهنات في الدوري الإيطالي وتورط العديد من اللاعبين فيها، حتى انتقل الضوء إلى الدوري الإنكليزي مع فضيحة من نوع آخر هي انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف، حيث صدر قرار بخصم 10 نقاط كاملة من رصيد نادي إيفرتون، وبالتالي تقلص رصيده إلى 4 نقاط فقط متراجعاً إلى المركز ما قبل الأخير في جدول ترتيب البريميرليغ.
وبالتأكيد لم يلق القرار قبولاً عند مشجعي النادي الإنكليزي، حيث توصل أحدهم إلى نظرية حول سبب معاقبة النادي، إذ ادعى أن الرابطة لا تريد أن يكون إيفرتون “مانشستر سيتي الجديد”، بإعتبار أن أحد المستثمرين مهتم بشراء النادي لمواجهة منافسه ليفربول، إلّا أن الرابطة لن تسمح بذلك.
وقررت ثلاث أندية انضم إليها نادٍ رابع لاحقاً فور صدور القرار، ملاحقة إيفرتون قضائياً، والمطالبة بتعويضات مالية لا تقل عن 300 مليون جنيه استرليني، وبحسب تقارير إعلامية بريطانية موثوقة هي: ليستر سيتي وبيرنلي وليدز يونايتد وساوثهامبتون، والتي تضررت من تلاعب إيفرتون بقواعد اللعب المالي النظيف، ومن الممكن أن يواجه إيفرتون خصم 9 نقاط إضافية من رصيده خلال الفترة المقبلة في حال أُدين في مطالب الأندية الأربعة، وعدم التزامه بسداد المبالغ المطلوبة، وإذا تمّ ذلك سيتقلص رصيد الفريق إلى سالب 5 نقاط، ليزداد موقف إيفرتون تعقيداً ويُصبح على مشارف الهبوط إلى الدرجة الأدنى.
وقبل قرار خصم النقاط، كانت احتمالية هبوط إيفرتون 3.5% فقط، لكنها ارتفعت الآن إلى 34.1% بزيادة قدرها 30% كاملة، خلف بورنموث (29.4%)، ولكنه أقل من شيفيلد يونايتد (78.0%) ولوتون تاون (70.0%).
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، أصبح النادي مهدداً برحيل أبرز نجومه، سواء في فترة الانتقالات الشتوية، في شهر كانون الثاني المقبل، أو حتى مع نهاية الموسم في الصيف المقبل، ويأتي المهاجم دومينيك كالفيرت لوين صاحب الـ 26 عاماً، على رأس المرشحين للرحيل رغم سجل إصاباته المتزايد، حيث كان محل اهتمام ناديي أرسنال وروما في وقت سابق، بسبب أهدافه الخمسين في 190 مباراة بالدوري، ويمكن للجناح دوايت ماكنيل لاعب بيرنلي السابق، أن يغادر صفوف إيفرتون، رغم أن عقده يمتد لأربع سنوات إضافية، لكنه بعدما لعب دوراً في إنقاذ إيفرتون من الهبوط بالموسم الماضي، قد يضطر للبحث عن نادي آخر، بعدما كان أحد اللاعبين في حسابات نادي نيوكاسل خلال المواسم الماضية، ويعتبر الحارس جوردان بيكفورد أحد أبرز نجوم إيفرتون، فهو حارس المنتخب الإنكليزي الأول، لذلك من الطبيعي أن يفكر في الذهاب لنادي آخر للحفاظ على مكانه بكتيبة الأسود الثلاثة، لكن التوفيز لن يتخلوا عنه سوى بمبلغ ضخم، بعدما جدد عقده حتى عام 2027.
ولمع اسم المدافع الشاب جاراد برانثويت مع إيفرتون مؤخراً، ليصبح ركيزة أساسية في تشكيل المدرب شون دايتش، بعد فترتي إعارة مع بلاكبيرن وأيندهوفن، ورغم تجديد عقده مع ناديه، لكن مازال نيوكاسل يسعى للحصول على خدماته، ودفع تألق لاعب الوسط البلجيكي أمادو أونانا لاعتباره أحد المرشحين للخروج، رغم انضمامه في آب من العام الماضي، لكنه قدم مستويات رائعة في الدوري ليجذب أنظار فريق مانشستر يونايتد، الذي يرغب في التعاقد معه.
لكن المشكلة لم تقف عند هذا الحد فقد أثار القرار مخاوف كبيرة في أوساط الدوري الممتاز ومتابعيه من أن تتحول القصة لفضيحة كبيرة تطال أندية عريقة كما حصل مع أندية الدوري الإيطالي في الكالتشيو بولي، وبطبيعة الحال اتجهت الأنظار نحو ناديي ناديي مانشستر سيتي وتشيلسي، فالأول خضع للتحقيق في 115 مخالفة محتملة بين عامي 2009 و2018 واستمرت التحقيقات لأربع سنوات، اتُهم بطل الدوري الإنكليزي بعدم التعاون، ويعتقد محامو الدوري الإنكليزي الممتاز أن سيتي رفض الكشف عن المصدر الحقيقي لدخله.
والثاني تخضع حساباته للتدقيق المالي في ظل احتمال وجود “مدفوعات سريّة” خلال فترة المالك الروسي رومان أبراموفيتش، حيث فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غرامة قدرها 10 ملايين يورو على تشيلسي بسبب ذلك، ولا تزال رابطة الدوري الممتاز تدرس الفترة من 2012 إلى 2019 لمعرفة ما إذا كان قد انتهك قواعد الدوري.
وتناقلت كبرى الصحف الأوروبية عن المحامي الرياضي البارز ستيفان بورسون، المستشار المالي السابق لفريق مانشستر سيتي الفائز بالثلاثية، قوله: “إنه إذا ثبت أن الأندية مذنبة، فإن أي عقوبة قد تؤدي إلى الهبوط، فخصم النقاط العشرة لإيفرتون عقوبة قاسية بسبب انتهاك بسيط للعب المالي النظيف، لكنه يعزز أن العقوبات المفروضة على السيتي (إذا ثبتت) والآن على تشلسي (إذا تم جمعها والاعتراف بها في مدفوعات غير مسجلة) من المحتمل أن تؤدي إلى الهبوط”.
ورغم محاولات سيتي المستميتة تفنيد جميع الادعاءات وتكليفه المحامي كيه سي لورد بانيك لقيادة دفاعه، فإن المخاوف من إثبات بعض مخالفاته تطارده، وفي المقابل أشار تشلسي إلى المشكلات التي حدثت خلال فترة وجود أبراموفيتش في “ستامفورد بريدج” بعد المراجعات الداخلية من قبل المالكين الجدد للنادي.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخه التي يفرض فيها الدوري الإنكليزي الممتاز خصماً للنقاط بسبب خرق قواعد اللعب المالي النظيف.