50 حالة يوميا في عيادة هرمون النمو بمشفى دمشق.. وسوء التغذية المتهم الأول
دمشق _ لينا عدره
عالمياً يعتبر سوء التغذية أحد أهم العوامل المؤدية لـفشل النمو خاصة عند الأطفال لما يتسبب به من قصرٍ في القامة، وفق ما بينت رئيس شعبة الغدد الصم والسكري في الهيئة العامة لمستشفى دمشق الدكتورة أمل حرفوش في حديثٍ لـ “البعث”، والتي أكدت أن تركيز الأهل يجب أن يتمحور على تغذية الأطفال واعتماد حمية عالية البروتين كونها المحرض الأساسي للنمو، واتباع نظام صحي قائم على الغذاء والرياضة للطفل كخطواتٍ ضرورية كفيلة بتنشئة طفل صحي، رغم صعوبة تحقيق هذا الأمر نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية. ولفتت الدكتورة حرفوش إلى أن دراسة تحاليل الطفل ومساعدته في مرحلة لاحقة كفيلان بردع فشل النمو شريطة البدء بنظام حياة صحي مع مراحل الطفولة المبكرة والابتعاد عن الوجبات السريعة، كونها تعمل ضد نمو الأطفال، خاصة مع النمط السريع للحياة والتكنولوجيا التي أثرت على حركة ونمو الأطفال بشكلٍ كبير جداً. وأكدت رئيس شعبة الغدد الصم والسكري في مشفى دمشق على ضرورة مراقبة الأهل لأطفالهم منذ سن دخول المدرسة للبدء بعلاجهم في حال لزم الأمر عبر مراجعة عيادة هرمون النمو في مشفى دمشق، وذلك في حال ملاحظة قصر قامة الطفل مقارنة بأقرانه، مبينةً بأن تردي الحالة الاجتماعية والنفسية للطفل يؤثر في أحيانٍ كثيرة على نموه، لافتةً إلى أن حالات كثيرة لقصر القامة تمت معالجتها فقط عند مراقبة وتحسين الحالة النفسية للطفل ومن دون الحاجة لهرمون النمو، ما يحتم على الأهل المراقبة المستمرة لأطفالهم والالتزام بالتعليمات الطبية كون اللجوء لهرمون النمو يأتي كحل أخير، وهو ليس – كما يعتقد بعض الأهل – العلاج السحري الذي سيُنهي المشكلة،
ونوهت الدكتورة حرفوش إلى أن هناك استطبابات لإعطاء الهرمون منها المراقبة السريرية التي قد تتجاوز سنة أو سنتين، وقد لا يزيد طول الطفل في حالاتٍ منها أكثر من 4 سم في السنة، وحينها يتم اللجوء إلى دراسة هرمون النمو للتأكد من وجود عوز عن طريق الاختبارات اللازمة لتهيئته، وإن كان يجب على الطفل أن يأخذ هرمون نمو أو لا عبر دراسة كل التحاليل الروتينية اللازمة، بما فيها الكلس السكر الفوسفور، وكشفت بهذا الصدد عن ارتفاع حالات سوء الامتصاص بشكل كبير! والسبب؟ تغيير حالة أو بيئة المجتمع التي بدورها أثرت على نمو الأطفال.
وأشارت إلى وجود حالات كقصر القامة الوراثي التي لا تُصحح كونها عاملا لا يمكن كسره إلا بتشجيع الطفل على الرياضة والغذاء، وحالات أخرى مجهولة السبب يتم تشخيصها بعد نفي كل الأسباب المؤدية لقصر القامة خاصةً مع ندرة تشخيصه، إضافة لوجود مرضى “الجي أي” وهؤلاء يكون وزنهم عند الولادة أقل من 2.5 كغ، أو قد يولدون قبل الوقت المحدد. وهنا وعند وصول الطفل لعمر 4 سنوات وفي حال تمت ملاحظة قصر قامته مقارنة مع أقرانه يعطى هرمون النمو إضافة إلى مرضى قصور الكلى المزمن.
وبيّنت حرفوش خلال حديثها استقبال عيادة هرمون النمو المركزية لجميع الأطفال من مختلف المحافظات كونها العيادة الوحيدة في سورية التي تختص بمعالجة مرضى اضطرابات النمو وقصر القامة، حيث يتم تحويلهم بعد تقييم وضعهم من قبل لجنة طبية تجتمع كل ثلاثاء للمحافظة التي يتبعون لها لمتابعة علاجهم، لافتةً إلى أن المحافظات الشرقية هي الأكثر ارتفاعاً، وأن صرف الدواء الخاص بهرمون النمو يتم بعد رفع قائمة لوزير الصحة، كون الدواء مكلف جداً ما يحتم عدم إعطائه إلا لمستحقيه، لافتةً لاستقبالهم حوالي 50 مريض يومياً، مع تشديدها على ضرورة متابعة وضع واستجابة المريض لمعرفة إن كان هناك ضرورة لإيقاف العلاج أو مواصلته، وأشارت حرفوش إلى أن التقزم لا يعتبر فشل نمو وإنما آفة على مستوى الغضاريف تسبب قصر قامة.