بوتين ينتقد سياسة المعايير المزدوجة الغربية تجاه الأحداث في غزة وأوكرانيا
موسكو – نيويورك – سانا
انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها الدول الغربية تجاه الأحداث في كل من غزة وأوكرانيا، مشيراً إلى تجاهل الغرب قصف المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن بوتين قوله في كلمة له في قمة لمجموعة الدول العشرين عبر الاتصال المرئي: إن “روسيا لم ترفض في يوم من الأيام الحوار والتفاوض السلمي مع أوكرانيا”، مشيراً إلى أن “أوكرانيا هي من أعلنت خروجها من العملية التفاوضية”.
ورداً على ممثلي الدول الغربية المشاركين الذين عبروا خلال كلماتهم عن “صدمتهم” من استمرار العملية الروسية في أوكرانيا، قال بوتين: “لهؤلاء أقول، إن العمليات القتالية دائماً ما تمثل مأساة بالنسبة للأفراد والعائلات بل وللدولة بأسرها وقطعا علينا أن نفكر في كيفية إيقاف هذه المأساة”.
وخاطب بوتين ممثلي الدول الغربية بقوله: “أتفهم أن الحرب ومقتل البشر يمكن أن يكون صادماً.. ولكن ألم يصدمكم الانقلاب الدموي في عام 2014 والذي تلته حرب نظام كييف ضد شعبه في دونباس”.
وفي إشارة منه إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الدول الغربية، تساءل بوتين “ألا يصدمكم قصف السكان المدنيين في فلسطين بقطاع غزة اليوم.. ألا يصدمكم أن يضطر الجراحون لإجراء عمليات جراحية لأطفال وبتر الأعضاء وقطع أجزاء من جلودهم دون تخدير.. ألا يصدمكم تصريح الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بأن غزة أصبحت مقبرة كبرى للأطفال”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن “إرهاب الدول مثل تدمير خطوط أنابيب السيل الشمالي وغيره من أساليب المنافسة غير الشريفة كانت السبب فيما نشهده الآن”.
وبين بوتين أن الأزمات الاقتصادية الراهنة في العالم لم تحدث بسبب إجراءات روسيا في أوكرانيا بل بسبب الإجراءات الأحادية لبعض الدول مشيراً إلى إرسال بلاده سفنها إلى إفريقيا حاملة المواد الغذائية مجاناً.
ودعا بوتين إلى التفكير في آليات لإيقاف النزاعات العسكرية، مؤكداً استعداد بلاده للعمل مع المؤسسات الدولية وفي جميع المحافل الدولية ولا سيما في إطار مجموعة بريكس التي تزداد مكانتها الدولية.
من ناحيته، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الكرملين يقيّم بشكل إيجابي اتفاق الهدنة في قطاع غزة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله: إن الاتفاق “أول الأخبار الجيدة من غزة منذ فترة طويلة جداً، حيث دعونا نحن ومعظم دول العالم إلى هدنة إنسانية”، مؤكداً أن “الهدنة خطوة لمحاولات تحقيق تسوية مستدامة في المستقبل”.
وفي السياق ذاته، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن ترحيب موسكو بالاتفاق الذي توصلت إليه المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وقالت زاخاروفا: إن “موسكو ترحب بالاتفاق بشأن هدنة إنسانية لمدة 4 أيام في قطاع غزة”.
وفي شأنٍ متصل، اتهم المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الدول الغربية بازدواجية المعايير في التعامل مع الوضع الإنساني في قطاع غزة وفي أوكرانيا.
وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي: إن قطاع غزة يتم تدميره بالكامل أمام أعيننا، معتبراً أن الممثلين الغربيين يفضلون تجاهل هذا الوضع بسبب معاييرهم المزدوجة”، مضيفاً، “أكرر مرة أخرى سؤالي الذي طرحته في الاجتماع السابق حول الوضع الإنساني في أوكرانيا، كم عدد الاجتماعات التي عقدتموها حول الوضع الإنساني في غزة خلال كل هذا الوقت سأجيبكم: لم يعقد أي اجتماع”، موضحاً أن ممثلي الدول الغربية يفضلون بدلاً من ذلك الترويج للأكاذيب والافتراءات حول الهجمات الروسية المزعومة على المدنيين في أوكرانيا.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على 420 جندياً أوكرانياً، وأسقطت طائرةً من طراز ميغ 29 و45 مسيرةً أوكرانيةً.
وقالت الوزارة في تقريرها اليومي: إنه خلال يوم الثلاثاء، تم على محور زابوروجيه التصدّي لثلاث، وعلى محور خيرسون، تم تدمير مستودع أسلحة الطيران التابع للقوات الجوية الأوكرانية ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز “إس-300″، وحسب التقرير تمت إصابة قوات ومعدات عسكرية أوكرانية في 127 منطقةً.
وفي وقتٍ سابق، أكدت الدفاع الروسية تدمير ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم، فيما دمرت قواتها البحرية 4 زوارق مسيرة في البحر الأسود كانت تحاول استهداف مواقع في شبه الجزيرة.
وقالت في بيان: إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت فوق القرم ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية حاولت تنفيذ هجوم إرهابي على أهداف روسية.
كما أعلن بيان آخر أن قواتها البحرية “استهدفت ودمرت أربعة زوارق أوكرانية مسيرة في الجزء الغربي من البحر الأسود كانت متجهة نحو شبه جزيرة القرم”.