هل نشهد تدخلاً عاجلاً لإنقاذ كرتنا ورياضتنا بعد خسارة اليابان؟
دمشق – علي حسون
فتحت خسارة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام منتخب اليابان بخماسية نظيفة الباب على مصراعيه للمحلّلين والرياضيين والمنظرين لكيل الاتهامات، وأغلبها كان يتوجّه نحو الكادر التدريبي محملة المدرّب مسؤولية الخسارة المتوقعة، ولكن ليس بهذا الفارق الكبير.
لن نكون مدافعين عن المدرّب وكادره الفني، ولكن لو عدنا إلى الوراء لسنوات مضت كم مدرّب استقدمنا، مغموراً كان أم مشهوراً، ولم تختلف النتائج والمستوى الفني بل على العكس المنتخبات الضعيفة تتطور ونحن نتراجع، ليأتي السؤال المهمّ: هل هذا التراجع يتحمّله المدرّب فقط؟ أليست العقلية وطريقة الإدارة المتبعة من قبل اتحاد كرة القدم هي السبب؟.
كثير من أصحاب الخبرات تحدثوا مراراً وتكراراً عن أخطاء اتحاد الكرة وكيفية التعاطي مع منتخباتنا بكافة فئاتها العمرية بتقديم المصالح والمنافع الشخصية على حساب سمعة كرة القدم السورية، وخاصة من ناحية اختيار اللاعبين والمحترفين وعمليات “السمسرة” من هنا وهناك، ليكون جمهورنا هو ضحية الهزائم وعجز منتخبنا الكروي عن التواجد في المحافل الآسيوية أو العالمية.
وما يحدث حالياً عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية من تحليلات وتوجيه اتهامات وتحميل مسؤوليات ليس سوى حرف للبوصلة وإبعاد الأنظار عن جوهر المعضلة وأسبابها، وأهمها عقلية اتحاد الكرة وتصرفات أعضائه الذين ضربوا أحلام وآمال السوريين بعرض الحائط، مستغلين آلية وطريقة تواجدهم كمنتخبين من الجمعية العمومية التي تحميها الفيفا!.
الجمهور العاشق يرى في مجموعة من اللاعبين السوريين أملاً في تحقيق الطموح والوصول لنهائيات كأس العالم، وذلك بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة بكأس العالم إلى 48 منتخباً، ولن يسمح لثلة أشخاص يتحكّمون بمصير كرة القدم السورية بالقضاء على أحلام بلوغ العالمية، فلا بدّ من وقوف الجميع من كافة الجهات والقيادات المعنية على ما حصل والبدء بتغيير العقلية السائدة والتحضير لاستحقاق تصفيات كأس العالم، ولاسيما أن هناك متسعاً من الوقت يمكن من خلاله تحقيق المراد، ولكن بعد إزاحة أصحاب المصالح، فهل تشهد الأيام القادمة تسونامي على الساحة الكروية يثلج صدر الجمهور المتعطّش للانتصارات؟، ربما… فالغيورون كثر على مستقبل رياضتنا وخاصة كرة القدم.