لمناسبة توقيع كتابه“غرب آسيا ما بعد واشنطن”… أندرسون يؤكد أن التاريخ تكتبه المقاومة
دمشق- سمر سامي السمارة
من خلال اللقاء المتجدد الذي يقيمه إتحاد الكتاب العرب مع شخصيات تُعنى بالقضايا الإنسانية العادلة، أقام إتحاد الكتاب اليوم الأحد حواراً مفتوحاً بعنوان “فلسطين والمنطقة بعد انتفاضة المقاومة في غزة”، استضاف فيه الكاتب والمفكر الأسترالي الباحث تيم أندرسون الذي آثار الانحياز لعدالة قضايانا، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث أكد على أن التاريخ اليوم يُكتب على يد المقاومة وصحافة المقاومة التي قدمت الكثير من التضحيات لنقل الحقيقة للعالم بأسره، وفي معرض حديثه عن كتابه الذي وقعه اليوم “غرب أسيا ما بعد واشنطن” أشار أندرسون إلى أن هذا الكتاب هو الرابع الذي يقدمه عن المنطقة لإظهار الحقائق في ضوء الأحداث التي تحصل في المنطقة، وتأتي أهمية دور الكتاب في تسليط الضوء على أحداث كثيرة في المنطقة وصلت إلى غرب أسيا، بالإضافة إلى إيصال فكرة أكثر شفافية لما يجري على أرض فلسطين، والضغوطات التي تتعرض لها بعض دول المنطقة، ودور واشنطن والإدارة الأمريكية في التأثير على سير الأحداث في بعض الدول العربية وفلسطين التي تحاول أن تكون مستقلة عن الهيمنة الغربية، والدور الذي تلعبه إيران كدولة أساسية في محور المقاومة، وبعض التوجيهات المتعلقة بكيفية التعافي الاقتصادي لدول المنطقة.
ورأى أندرسون في كتابه الصادر عن دار دلمون للطباعة والنشر أن النتائج المباشرة لعملية طوفان الأقصى والتي جرت من أجل تخفيف الضغوطات على غزة المحاصرة، نجحت في تحقيق هدفها، حيث كُشفت الصورة الحقيقية “لإسرائيل” وبفضل الردود الشعبية التي عمت العالم تمكنت المقاومة من كشف الصورة الحقيقة “لإسرائيل” أمام العالم ومعرفة الحقيقة عن فلسطين، وأضاف أندرسون أن تدمير سمعة “إسرائيل” هو تدمير لسمعة الغرب، التي باتت واضحة، والمقارنة أصبحت واضحة، بين ما قام الأمريكيون به من إبادة جماعية بحق السكان الأصليين في أمريكا، مقارنة بما تقوم به “إسرائيل” في المنطقة في محاولاتها لتطهير فلسطين من الفلسطينيين، متسائلاً ما الذي جعل هذه الدول حتى اليوم تدعم هذه الأنظمة التي تحاول إبادة شعب بأكمله.
ورأى أندرسون أن قرار حل الدولتين الذي كان نتاج قرار صادر عن الأمم المتحدة، ما هو إلا خرافة تحاول أن تخفي خلفها حقيقة ” إسرائيل” كدولة فصل عنصري، تحاول قضم الأراضي الفلسطينية، لذا فمن المؤكد أن مسؤولية كل قوى المقاومة الابتعاد عن خرافة حل الدولتين، والاتجاه إلى حل دولة الفصل العنصري “إسرائيل” التي لم تتوقف عن محاولاتها قضم الأراضي الفلسطينية، وإبادة أو تهجير الشعب الفلسطيني.
وأضاف أندرسون، أن نظام حكم نتنياهو بحسب اعتقاده سوف ينهار خلال أشهر معدودة، وسيكون هناك صراع لخلق نظام جديد في المنطقة، وأن أعداء المقاومة في المنطقة لن يوفروا جهداً في محاولة تأسيس هذا النظام لصالحهم أيضاً.
وحول مسألة التعافي الاقتصادي في دول المنطقة بعد الحصار الذي يتم إطباقه على المنطقة والشعوب التي اختارت أن تقاوم خطة واشنطن في تقسيم وإنشاء منطقة شرق أوسط جديد، فإن مبادرة المقاومة في فلسطين قامت بخرق هذا الحصار الذي تحاول واشنطن أن تفرضه على المنطقة.
كما تحدث رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني الذي افتتح الحوار عن البنية الثقافية لأندرسون، وتماهيه مع العدالة السورية والشعب العربي المقاوم، وكتابته عن مواجهة سورية للإرهاب من خلال كتابه “الحرب القذرة” الذي صدر عام 2016، ونشر ما كتبه في أمريكا وفنزويلا ودول عربية وأجنبية أخرى، مبيناً انحيازه إلى القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر واحتلال، ما جعله يتعرض لعقوبات كثيرة نتيجة لمواقفه.
بدورها أشارت مديرة دار دلمون عفراء هدبا إلى أهمية هذا الكتاب باعتباره يلخص تاريخ القضية الفلسطينية، ونضال الشعب السوري والفلسطيني، مبينةً أن ما جمعها بالمؤلف هو تشابه المواقف التي أصدرتها دار دلمون في كتب متعددة.
اللقاء الذي ترجمته الدكتورة إيزبيلا زيدان شهد توقيع الكتاب بحضور عدد من السفراء والأدباء والمفكرين الذين أغنوا الحوار بمداخلات ركزت على دعم ما جاء به أندرسون من أفكار وقضايا تخص المقاومة بكل أشكالها ودعم سورية وفلسطين.