التهدئة المؤقتة تكشف حجم الدمار في غزة.. والمقاومة تتصدى لخروقات الاحتلال في مخيم جنين
الأرض المحتلة – تقارير
كشفت التهدئة المؤقتة في قطاع غزة المحاصر حجم المجازر الكبيرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وأنه اتخذ قراراً بجعل القطاع غير صالح للعيش، كما أكد المكتب الإعلامي في غزة، الذي أوضح أن جيش الاحتلال ألقى خلال عدوانه على غزة 40 ألف طن من المتفجرات.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية، عن رئيس المكتب الإعلامي في غزة سلامة معروف قوله في تصريح: لا يمكن وصف حجم الدمار وحجم القتل والاستهداف، فالاحتلال ألقى 40 ألف طن من المتفجرات على القطاع، والقنابل التي استخدمها في عدوانه لم تستخدم من قبل، كما ارتكب قبل ساعتين من بدء سريان التهدئة عدداً من المجازر، لافتاً إلى وجود أكثر من 60 ألف ضحية مباشرة لمحرقة الاحتلال وهؤلاء من استطعنا تسجيلهم، وهناك المئات من جثامين الشهداء الذين دفنوا في أماكن استشهادهم ولم يتسن تسجيلهم وحتى معاينتهم من قبل الطواقم الطبية.
وأضاف: من المفترض أن تسمح التهدئة بتغيير ولو جزئي للواقع الإنساني الكارثي المنكوب، فهناك 800 ألف فلسطيني في غزة وشمالها يشكلون ثلث سكان القطاع يفتقدون أدنى الاحتياجات الأساسية والمستلزمات الحياتية، مبيناً أنه رغم مرور ثلاثة أيام على التهدئة إلا أن هناك غياباً كلياً للمؤسسات الدولية التي كان يتعين عليها أن تتداعى منذ اللحظة الأولى للوصول إلى كل القطاع للاطلاع على حجم الدمار، ومعاينة الاحتياجات الإنسانية والعمل على تلبيتها.
وأشار معروف إلى أن مجمع الشفاء الطبي في غزة يفتقر لجميع الإمكانيات وبات غير صالح للاستخدام، مؤكداً أن ادعاءات الاحتلال بوجود تجهيزات عسكرية في أسفله هي مجرد أكاذيب ولم يستطع إثبات ما يقوله، ولهذا قام بتفجير مرافق المجمع، بينها مولدات الكهرباء ومضخات الأوكسجين وأجهزة الأشعة قبل انسحابه منه.
وفي خرق للتهدئة المؤقتة التي دخلت يومها الثالث، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على الفلسطينيين شرق مخيم المغازي وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد أحدهم وإصابة آخر، فيما أصيب سبعة آخرون نتيجة إطلاق الاحتلال الرصاص على عدد من الفلسطينيين كانوا يتفقدون منازلهم في محيط مستشفى القدس في تل الهوا غرب غزة، وفي محيط مستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وحاولت قوات الاحتلال خلال أيام التهدئة منع النازحين الفلسطينيين الموجودين في جنوب قطاع غزة من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طالها القصف، ولحق بها الدمار في وسط القطاع وشماله، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين.
وكانت قوات الاحتلال استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في اليوم الأول من التهدئة أثناء محاولتهم العودة من جنوب القطاع إلى شماله، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، وإصابة آخرين.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها خاضوا في جنين بالضفة الغربية المحتلة بكل قوة واقتدار عملية تصد ومواجهة استمرت عدة ساعات ضد قوات وآليات الاحتلال الإسرائيلي التي تقدمت على عدة محاور في مخيم جنين والبلدات المجاورة.
وقالت المقاومة الفلسطينية: إن مقاتليها حققوا خلال الاشتباكات التي خاضوها إصابات مؤكدةً في صفوف العدو وأوقعوهم في كمائن وتمكنوا من تفجير آليات الاحتلال الإسرائيلي في حارة الدمج بجنين.
وكانت مسيرة للاحتلال قصفت بصاروخ واحد على الأقل منزلاً في محيط مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين فجراً، ما أدى إلى استشهاد شاب يبلغ من العمر 33 عاماً، وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم كانت إصابته خطيرة كما منعت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من الوصول إلى المكان لإجلاء المصابين.
كذلك استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال جنوب مدينة نابلس، كما اقتحم الاحتلال بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وأطلقت قواته الرصاص باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح، بينما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة الخليل، واعتقلت 6 فلسطينيين بعد أن فتشت منازلهم وعبثت بمحتوياتها، كما اعتقلت شاباً من حي أم الشرايط بمدينة البيرة، وآخر من ضاحية ذنابة شرق مدينة طولكرم.
إلى ذلك، أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 3200 فلسطيني من الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي.
وبينت الهيئة في بيان لها نقلته وكالة وفا أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال وصل إلى أكثر من 7 آلاف أسير، بينهم أكثر من 200 طفل ونحو 78 أسيرة، ومئات المرضى والجرحى، بعضهم بحاجة إلى تدخل طبي عاجل.