الغرب يفاوض روسيا.. وزيلنسكي إلى الجحيم
تقرير إخباري
كما كان متوقّعاً، سيلجأ الغرب إلى التخلّص من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي بعد فشله في استخدامه أداة لإضعاف روسيا واستنزافها وهزيمتها استراتيجياً، فأكثر المحللين السياسيين تفاؤلاً أصبح يتوقّع لزيلنسكي مصيراً أسوأ من مصير الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر، والحديث يدور طبعاً حول إخفاء جميع الأسرار والفضائح التي تربط زيلنسكي بالغرب الجماعي المتورّط حتى القعر بالتخطيط لهذه الحرب المجنونة التي جعلت أوكرانيا دولة فاشلة بجميع المقاييس.
والسيناريو المطروح حالياً هو أن يقوم الغرب بإلزام زيلنسكي بالتفاوض مع روسيا مع علمه سلفاً أن موسكو لن تتفاوض مطلقاً على الأراضي التي تم تحريرها من سيطرة النازيين، وبالتالي فإن الغرب سيسعى لإقناع زيلنسكي بالقبول بالمفاوضات على أساس تجميد النزاع، وهذا سيتيح له تدريجياً التخلّص من زيلنسكي نهائياً ودفن جميع الأسرار المتعلّقة بالتخطيط للحرب على روسيا، وخاصة أن اتفاقية مينسك باعتراف القادة الغربيين كانت وسيلة لإعطاء الفرصة لنظام كييف للتسلّح بانتظار الانقضاض على روسيا، ولكن العملية الروسية الخاصة كانت الأسبق في تحديد ساعة الصفر.
الغرب الذي كان يحلم بهزيمة استراتيجية لروسيا بوصفها مفتاح الولوج إلى الصين في الشرق وفرض هيمنته عليها، بات على وقع هزائمه المتكررة سياسياً واقتصادياً، وحتى عسكرياً بوصفه المغذّي لجميع الحروب في العالم، يستجدي وقف الحرب في أوروبا لأنه بات بحاجة إلى توجيه جهده إلى مكان آخر حيث باتت قاعدته الأولى في العالم مهدّدة وجودياً، وهي “إسرائيل”، وهذا يفرض طبعاً أن المعركة التي تخوضها المقاومة في المنطقة العربية هي جزء وازن في الحرب الكبرى التي ستحدّد شكل النظام العالمي الجديد، وهو ما تؤكّده حتى التصريحات الغربية.
ومن هنا فإن دعوة السياسي الفرنسي فلوريان فيليبو زعيم حزب “الوطنيون” حكومة بلاده إلى التوقف عن اتباع نهج حلف “الناتو”، والعمل على استعادة العلاقات مع روسيا، جاءت في سياقها الطبيعي الذي هو وجوب تطبيع العلاقات مع روسيا مرحلياً بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في الشرق الأوسط.
وقد كتب فيليبو عبر منصة “إكس”: “كشفت مجلة “بيلد” الألمانية الليلة الماضية عن “خطة سرية” بين الأميركيين والألمان لإنهاء الحرب والتفاوض مع روسيا وإجبار زيلينسكي على تقديم تنازلات وحشية”.
فواشنطن وبرلين شرعتا بالفعل في إجبار زيلنسكي على وقف الحرب، لأنهما تريدان استعادة العلاقات التجارية مع روسيا بأسرع وقت ممكن، وهذا يقتضي قيام باريس بالأمر ذاته وعدم ترك الأولوية التجارية للولايات المتحدة وألمانيا.
وأكدت صحيفة “بيلد” أنه في حال فشلت أوكرانيا في حربها فإن واشنطن وبرلين تمتلكان خطة بديلة ينبغي أن تؤدّي إلى نتائج مماثلة لاتفاقية مينسك، تقود إلى تجميد النزاع، بمعنى أن الهدف المرحلي الآن هو وقف الاستنزاف الغربي عبر أوكرانيا.
وأيّاً يكن من أمر هذه الخطط، فإن الخاسر الأوحد من كل ذلك، في الحرب والسلام، هو أوكرانيا التي رهنت نفسها للغرب عبر قبولها بدور استفزازي ضدّ روسيا، ولن يكون مصير زيلنسكي على يد الغرب أفضل من مصير سلفه هتلر.
طلال ياسر الزعبي