العكارة ترفع مستويات التحذير من “بيدونات” المياه في طرطوس
طرطوس – محمد محمود
رغم تغذية مشاريع مياه الشرب في طرطوس لكافة المنازل والبيوت، لا تزال الكثير من العائلات تفضّل مياه السيارات الجوالة “البيدونات”، والتي وصل سعر “البيدون” منها 20 ليتراً إلى 5 آلاف ليرة بحجة ارتفاع أجور وتكاليف النقل، حيث يتزوّد أصحابها بالمياه من عدة أماكن وينابيع جبلية مختلفة في ريف طرطوس، لكن السؤال عن مصدر تلك المياه، ومدى مراقبتها وصلاحيتها للشرب، وهل هي فعلاً من آبار جبلية، وينابيع مياه صالحة للشرب ونظامية؟!
مدير مؤسّسة مياه طرطوس أحمد حسامو أكد في تصريح خاص لـ “البعث” ضرورة التزوّد بمياه الشرب من المشاريع والينابيع التي تشرف عليها المؤسسة، فهي مياه مراقبة وصحية، ومعقمة بالكلور بحسب بنود الاستثمار التي نعمل بها، أما بالنسبة لسيارات تعبئة المياه “البيدونات”، فقد أشار حسامو إلى أنها غير خاضعة لإشراف المؤسّسة، وغير خاضعة للتعقيم، والمؤسسة غير مسؤولة عنها، موضحاً أنه ومع هطول مياه الأمطار، وبدء الموسم المطري هناك ارتفاع بنسبة العكارة في معظم الينابيع، وهي حالات يتمّ متابعتها عندما نأخذ عينات من تلك الآبار، حيث نقوم بفحصها، ومن ثم نعيد ضخها بشكل آمن، في حين أن السيارات التي تقوم بالتعبئة من الينابيع القريبة قد لا تدرك مدى صلاحية هذه الينابيع أو جهوزيتها أو مقدار السلامة والتلوث فيها، لذا ننصح بالابتعاد عنها واستخدام المياه المراقبة.
واعتبر حسامو أن موضوع الإشراف على هذه السيارات ومراقبتها من جهة محدّدة بات اليوم ضرورة ملحة، فالمطلوب تشكيل لجنة معينة، أو جهة تعمل على الإشراف على هذه السيارات ومراقبتها، وضبط توزيع المياه للسكان من خلالها بالنسبة للذين يفضّلون مياهها.
من جانبه أكد نديم علوش مدير حماية المستهلك أن المديرية تقوم في بداية كلّ شتاء بالتركيز على موضوع مياه البيدونات، حيث يتمّ أخذ عينات منها، ونقوم بتحليلها، وخاصة مع زيادة مياه الأمطار والتسربات التي تحدث من معاصر الزيتون، مبيناً أن المديرية قامت مؤخراً بتوجيهات لشعبة الدريكيش بأخذ عينات من كل سيارة “بيدونين” للفحص والمراقبة، أما عن أسعار هذه البيدونات فهي، بحسب علوش، غير خاضعة لتسعيرة محدّدة، وتتحكم بها تكاليف النقل وغيرها، علماً أن المديرية تستقبل أي شكوى متعلقة بهذا الموضوع بالمتابعة والمعالجة.