“أنا موجود أنا مشارك”.. مبادرة أهلية تستحق الدعم
حلب – معن الغادري
تنوّعت خلال سنوات الحرب الإرهابية وكارثة الزلزال في السادس عشر من شهر شباط الماضي مبادرات العمل الخيري والإغاثي والدعم المالي والنفسي والمادي، وتقديم الخدمات الطبية بتنوعها للأهالي المتضرّرين، ولم يقتصر العمل التطوعي على الجمعيات الأهلية المتخصّصة ضمن مجالات محدّدة، والتي غالباً ما تتلقى دعماً حكومياً ومساندة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لوجستياً ومادياً، بل برزت في الآونة الأخيرة مبادرات شبابية داعمة للعمل الإنساني بمختلف جوانبه، وهذه المبادرات على أهميتها لم تلقَ حتى الآن الحاضنة والدعم المطلوب لتطوير آليات عملها وخدماتها الإنسانية، بل تعتمد على جهوده أفرادها ومتطوعيها دون أي مقابل، ومن هذه المبادرات التي بدأت تظهر نتائجها الإيجابية على نطاق واسع في المجتمع الأهلي في حلب مبادرة “أنا موجود أنا أشارك” وهي تُعنى بالشباب ذوي الإعاقة الذهنية (متلازمة داون+ صعوبات تعلم) من أعمار فوق ١٨ عاماً.
وتبيّن سوسن دوغان مؤسّسة المبادرة لـ “البعث” أن المبادرة نجحت، بجهود شخصية وبدعم متواضع، في تأهيل ما يزيد عن عشرين من ذوي الإعاقة متلازمة الداون، والذين يعانون من صعوبة التعلم بإعادة تأهيلهم وتدريبهم وتمكينهم من ممارسة بعض المهن وزجهم في سوق العمل للاعتماد على أنفسهم وإعالة أسرهم، وهؤلاء المجموعة بإرادتهم وشغفهم للعمل وحبهم للحياة نجحوا وبسرعة في الانخراط بسوق العمل وفي المجتمع عموماً، وبدأوا مرحلة الإنتاج وشاركوا في عدد من المعارض وحققوا حضوراً مميزاً ولافتاً، ويعود ريع كافة مشاركاتهم لهم.
وتضيف دوغان أن عدد المنضمين للمبادرة من ذوي الإعاقة يتزايد يوماً بعد يوم، ما يتطلّب دعم هذه المبادرة على المستوى الحكومي أسوة بباقي الجمعيات والمبادرات الأهلية، من خلال تأمين التمويل المطلوب والمكان المناسب لاستيعاب الأعداد المتزايدة وتوفير التجهيزات المطلوبة لأعمال التدريب والتأهيل لمختلف المهن، إذ ما تملكه المبادرة من تجهيزات لا يفي بالغرض أبداً مع اتساع مساحة العمل والراغبين في إعادة تأهيلهم.
وتأمل دوغان من وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المعنية دعم هذه المبادرة وتوفير مركز تدريب مهني للأعمار المهنية يشمل مهناً متعدّدة لتتمكن المبادرة من تأهيل وتدريب أكبر عدد من الشباب والشابات ذوي الإعاقة لتأمين حياة ومستقبل أفضل لهم والاعتماد على أنفسهم، مع الإشارة هنا، والحديث ما زال لمؤسسة المبادرة سوسن دوغان، إلى أن أربعة من الذين خضعوا للتأهيل والتدريب أصبحوا متمكنين من عملهم واكتسبوا خبرة عالية، وانضموا إلى فريق التدريب.
“البعث” تواصلت مع مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في حلب أحمد حمزة الذي أكد بدوره أن أي مبادرة أهلية مجتمعية تلقى كل الاهتمام والدعم من الوزارة، إذ بإمكان أي فريق متطوع في هذا المجال التواصل مع الوزارة عبر المنصة الخاصة بالمبادرات الأهلية، شريطة أن تكون المبادرة مستوفية للشروط والمعايير المحدّدة من قبل الوزارة. وأبدى حمزة استعداده لاستقبال مؤسسي مبادرة “أنا موجود أنا أشارك” في حلب لمناقشة طبيعة وتفاصيل عمل المبادرة وخدماتها، وبالتالي تقديم كل ما يمكن من دعم ومساندة وفق تعليمات وقرارات الوزارة في هذا المجال.