مؤتمر صحفي لسفير فنزويلا دفاعاً عن “اسيكيبو”.. ستكون الولاية الفنزويلية الـ24
دمشق – هيفاء علي-عناية ناصر
بهدف تعزيز المعرفة بالدفاع عن الحقوق السيادية لفنزويلا على إقليم إسيكيبو والمراحل التي تميز التطور التاريخي للنزاع الإقليمي بين جمهورية فنزويلا البوليفارية وغويانا، تحدث السفير الفنزويلي د. خوسيه غريغو ريو بيو مورجي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في مقر السفارة عن تاريخ وسياق النزاع حول هذه الإقليم المتنازع عليه شرق فنزويلا، والذي تحتله غويانا بدعم من المملكة المتحدة، وتطالب فنزويلا بعودته إليها.
في البداية قدم السفير لمحة عن الإقليم، وأشار إلى أن الإقليم منطقة تبلغ مساحتها 159 ألف كيلو متر مربع، وكانت محتلة من قبل بريطانيا، وأنه منذ سبعة أعوام تتعرض فنزويلا لهجوم بريطاني أمريكي كبير له علاقة بالتأكيد بكل ما يجري في جميع أنحاء العالم، معتبراً أن بريطانيا هي أكثر القوى العدوانية التي تحظى بدعم ومساندة الولايات المتحدة فهما تحملان نفس الفكر و نفس النظرية.
ثم استعرض السفير تاريخ النزاع، موضحاً أن ما يجري في إقليم اسيكيبو ليس بعيداً عما يجري في العالم، فالعالم كله يدرك ويعرف النضال الذي يقوم به الروس في مواجهة النازية والفاشية والاستعمار الجديد، وله علاقة أيضاً بالعدوان الإسرائيلي على غزة الذي يجري بدعم المملكة المتحدة التي تتحمل المسؤولية الكبرى عما يجري في فلسطين المحتلة منذ عقود، وتحديداً مع وعد بلفور المشؤوم، لتكون بريطانيا الراعي والمسؤول عن كافة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وكل الجرائم التي تحدث على مدى عقود طويلة.
ثم انتقل السفير للحديث عن مراحل النزاع وإحداثياته مع غويانا في مراحل مختلفة: من عام 1492- 1840 وهي مرحلة الاستعمار من قبل الاسبانيين والمستعمرين الذين جاؤوا من المملكة المتحدة، واستمرت هذه المرحلة حتى بداية القرن التاسع عشر، حيث بدأت حركات التحرر في أمريكا الجنوبية وكان أكبر محرري تلك الفترة هو المناضل سيمون بوليفار. وفي عام 1824 تم الإعلان من خلال مرسوم أسس سيمون بوليفار ما سمي بـ “كولومبيا الكبرى” والتي كانت تضم كلاً من فنزويلا والإكوادور وبنما وبوليفيا والبيرو، وقد تم الاعتراف بها من قبل المملكة المتحدة . وكان إقليم اسيكيبو جزءاً من فنزويلا التي كانت جزءاً من كولومبيا الكبرى . وفي عام 1830 تم حل “كولومبيا الكبرى” وتأسيس جمهورية فنزويلا. وفي عام 1834 اعترفت المملكة المتحدة باستقلال فنزويلا وملكيتها للأراضي وضمن تلك الأراضي إقليم اسيكيبو.
ومن عام 1848-1899 كانت خلالها فنزويلا رائدة في حروب الاستقلال في أمريكا الجنوبية، وخسرت فيها حوالي نصف شعبها خلال حرب التحرير ما أدى إلى انخفاض في تعداد سكانها، وكان هناك الكثير من الخيانات الداخلية والكثير من المحاولات لاستعادة حلم “كولومبيا الكبرى”. وبالطبع استغلت المملكة المتحدة تلك الخيانات والضعف الذي حل بالبلاد لاقتلاع الإقليم من فنزويلا. وكانت الخطوات الأولى لدخول بريطانيا أراضي فنزويلا في عام 1840 عبر الحيل غير القانونية، حيث قام ممثل عن المملكة المتحدة يدعى، روبرت شومبر، بإنشاء خط حدودي لفصل منطقة اسيكيبو التي كانت جزءاً من الحدود المعترف بها في عام 1824. ومنذ تلك المرحلة بدأت عملية سرقة الأراضي الفنزويلية الغنية بالكثير من الذهب والمعادن والألماس.
وخلال فترة الضعف التي كانت تمر بها فنزويلا، تم اقتراح اتفاق تحكيمي لترسيم الحدود بين فنزويلا وغويانا، والذي بموجبه تم سرقة إقليم اسيكيبو من قبل القراصنة البريطانيين. وقد شارك في اتفاق التحكيم الجائر والظالم قاضيان بريطانيان، وقاضيان أمريكيان، وشخص والذي يفترض أن يكون حيادياً وهو روسي، وكانوا يريدون من خلاله تقرير مصير فنزويلا دون وجود ممثل عنها. بين عام 1900-1966 شهدت تلك الفترة جهود فنزويلية لرفض ذلك الواقع، واستعادة الإقليم والخيرات المسروقة.
وفي عام 1966 قررت المملكة المتحدة منح الاستقلال لـ غويانا التي كانت جزءاً من فنزويلا . وبنفس العام تم توقيع اتفاق جنيف الذي تم بموجبه الاعتراف بوجود نزاع حول إقليم اسيكيبو، وهذا هو المستند الوحيد الذي تعترف به فنزويلا.
بين 1966 -2015 قامت فنزويلا بجهود دبلوماسية كبيرة على المستوى السياسي للوصول إلى حل سلمي لهذا النزاع، بما يتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة.
ومن 2015 -2023 بدأت حركة عدوان أمريكي أوروبي جديدة على فنزويلا من خلال فرض عقوبات أحادية الجانب ضد فنزويلا، وتجميد أصولها في الداخل والخارج، وعادت غويانا إلى الواجهة من جديد كجزء من العدوان على فنزويلا، وكان خلفها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من خلال مشروعات شركات “إكسون موبيل” التي بدأت عمليات بحث وتنقيب واسعة للكشف والتنقيب عن النفط في البحر الإقليمي المقابل لـ اسيكيبو والتي هي جزء من الأراضي الفنزويلية. كما قامت الشركة بدفع مبالغ كبيرة للسياسيين في غويانا لفتح النزاع مع الإقليم مرة أخرى.
وفي انتهاك لاتفاق جنيف، طلبت غويانا بشكل أحادي تدخل محكمة العدل الدولية لحل النزاع الإقليمي. وخلال تلك الفترة، أبرمت غويانا أيضاً اتفاقيات غير قانونية مع شركة “إكسون موبيل” تمنح الشركة فيها امتيازات نفطية في المناطق التي لم يتم ترسيم حدودها بعد.
وفي الختام أشار السفير إلى أنه سيكون هناك هجوم على فنزويلا من قبل اليمين المتطرف الذي يحاول التحكم بمصير الشعوب، لذلك حان الوقت لبدء مرحلة جديدة من خلال الاستفتاء الاستشاري المزمع عقده في الثالث من كانون الأول 2023، والذي يمثل نقطة البداية لإجراءات جديدة دفاعاً عن الحقوق التاريخية الفنزويلية في منطقة غوايانا إسيكيبا. وفي حال نجاح الاستفتاء ستكون اسيكيبو الولاية الفنزويلية الـ24.