أخبارصحيفة البعث

شهد شاهد من أهله.. فهل من خجل؟

تقرير إخباري    

ما من متابع للشاشة الفضية أو منصّات التواصل الاجتماعي خلال فترة الهدنة التي جرت بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا ورأى الأسرى الإسرائيليين في أفضل صحّة وأفضل حال، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على المعاملة الحسنة التي عاملهم بها رجال المقاومة الفلسطينية.

حكومة الاحتلال وعبر تاريخها الطويل بالإجرام والاعتداء كانت تنتظر أبناء جلدتها بحالة اكتئاب وإحباط لتكسب الرأي العام العالمي، ولكن حسن المعاملة التي بدت على وجوه الرهائن الإسرائيليين قلبت المعادلة لمصلحة حركة المقاومة الفلسطينية، حتى إن وسائل إعلام عبرية ذكرت شهادات المفرج عنهم، مؤكدة أن المقاومة الفلسطينية أحسنت معاملتهم، وأنهم “لم يتعرّضوا لأيّ نوع من العنف أو الإهانة”، وهذا يدعم شهادة الأسيرة الإسرائيلية المسنّة ليفشيتس المفرج عنها نهاية تشرين الأول الماضي.

وحسب ما وثّقت وسائل إعلام العدو فقد تم التواصل مع بعض الأسرى المفرج عنهم خلال الهدنة، وقالوا: إن رجال المقاومة “جمعوا منتسبي كل مستوطنة مع بعض، ما أعطاهم إحساساً أكبر بالراحة”، مضيفين: إنهم “لم يتعرّضوا للعنف ولا للإهانة، وحاول رجال المقاومة تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع، في ظل ظروف أمنية خطيرة وقاسية تحت الأرض وداخل الأنفاق وكانوا يجلسون ويتحدّثون مع بعضهم، ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي، ويستخدمون اليوتيوب، لقد أعطاهم ذلك دفعة للصمود”، وهذا كفيل بأن يشعر المستوطنون الإسرائيليون وقادة الاحتلال بالخجل، وخاصة أن الأسيرة ليفشيتس قالت سابقاً الكلام نفسه، فتم تكذيبها.

الأسيرة الإسرائيلية ليفشيتس (85 عاماً) كانت هي ورفيقتها المسنّة نوريت كوبر لدى المقاومة في غزة، قبل أن تفرج عنها لدوافع إنسانية، حيث فاجأت الجميع خلال مؤتمر صحفي في “تل أبيب” بعد إطلاق سراحها، بقولها: “لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيباً لفحصنا ومضمداً لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح”.

هذه التفاصيل التي روتها ليفشيتس ونقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أثارت وسائل الإعلام العالمية وأظهرت المقاومة الفلسطينية بشكل إيجابي وأكدت روايتها بشأن ملف الأسرى، ما أثار ضجّة في مختلف الأوساط الإسرائيلية مع توجيه الانتقادات الداخلية وتبادل التهم، حيث وجّهت وسائل إعلام إسرائيلية انتقاداتٍ شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف، على حدّ وصفها.

وجوه الإسرائيليين سبقت الألسن في سرد حسن المعاملة وطيب الضيافة التي قوبلوا بها لدى حركة المقاومة فما بالك بما روته الألسن، أليس حرياً بقادة الاحتلال أن يشعروا بالخجل، كما اعترف متابعون إسرائيليون، بعدما استمعوا إلى شهادة ليفشيتس وشهادات أسرى إسرائيليين مفرج عنهم ؟.

ليندا تلي