ماذا قدم طلاب مركز فتحي محمد التشكيلي في معرضهم السنوي؟
حلب-غالية خوجة
اكتشاف المواهب وتنميتها يحتاج لوقت وإصرار وصبر واستمرار، وهذا ما تحاوله الساحة الثقافية والفنية بحلب، ومنها مركز فتحي محمد التشكيلي الذي يقيم معرضاً سنوياً لطلابه، ليعرضوا أعمالهم بين الرسم والتشكيل.
توزعت أعمال الدورة الثانية لخريجي المركز وطلابه إلى أربعة أقسام بين الإعلان بإشراف الفنانة لوسي مقصود مع طلابها، والتشكيل بإشراف الفنان أيمن الأفندي مع طلابه، والخط بإشراف الفنان محمد سعيد مع طلابه، والديكور المعماري كأول مرة يشارك في هذا المعرض بإشراف الفنانة علياء ريحاوي مع طلابها من قسم العمارة الداخلية، وشكّل هذا القسم بعداً إضافياً أغنى التنوع في المعرض بما قدمه من تصاميم وأكسسوارات للعمارة وأساليب إضاءة اعتمدت على ماهية التراث وقدمته بأسلوب حداثي معاصر، أشاد به الغالبية ومنهم التشكيلي صلاح الخالدي الذي قال لـ “البعث”: يتميز المعرض هذه السنة بدفق الإبداعات المتعددة، لتعيد الألق للحركة التشكيلية الواعدة بأسمائها، وتخبرنا بأن شباب وصبايا الوطن في إبداع دائم ومستمر، ويسجلون لوحات ووقائع الوطن بأسلوب متميز، وأشكر الأساتذة لاهتمامهم الكبير باستمرار الحركة التشكيلية، وهذه المرة، تألقت أعمال فناناتنا في قسم الديكور المشارك لأول مرة، شكراً للإدارة المهتمة ولأبناء الوطن ولكل مهتم.
إنجاز للجميع
وبدوره، قال الفنان أفندي: 40 طالباً من الرسامين الشباب، منهم لديه قفزات نوعية واجتهادات شخصية، ومتابعة للملاحظات، وهناك بعضهم ممن يعتمد على رأيه فلا يتطور، والأعمال التي يشاركون بها عبارة عن عدة محاولات بين البورتريه وتوثيق جماليات حارات حلب القديمة والمواضيع الاجتماعية، وأعتبر هذا إنجازاً لي أيضاً وليس لهم فقط.
الزخرفة من صميم الخط
بينما قال الفنان سعيد: إن هذا المعرض نتاج 4 دورات على مر سنتين، ومنهم من خريجي دورتين، وبالنسبة لطلاب قسمي في فنون الخط، فأنا أبدأ معهم بخط الرقعة كونه أبسط الخطوط العربية، وبالتدريج ننتقل إلى الديواني، يليه النسخ، ويليه الفارسي، والديواني الجلي، والثلث وهو أصعبها، ونعمل على الزخرفة الموروثة وحداثتها سواء كانت زخرفة نباتية أو هندسية، كونها من صميم الخط العربي.
التحكّم الفني بالفراغ
وعن مشاركتها وطلابها في هذا المعرض، أخبرتنا الفنانة ريحاوي: القسم جديد بالنسبة للمركز، وأول مرة نشارك بالعمارة الداخلية والتصميم، وطلابي 7 صبايا وشاب وحيد، وجميعهم عملوا على تحويل الفن الموروث من بلاطات حلبية وزخارف نباتية مهاراتياً وهندسياً إلى أعمال فنية مناسبة للديكور المعاصر بين علب إضاءة ومكعبات تدرس الفراغ من الداخل والخارج، إضافة إلى توظيف فنيات الزجاج المعشق، والعمل على لوحات وتصاميم متنوعة كتجربة أولى في مجال الفن التشكيلي، فحضر بابلو بيكاسو مع تصاميم تراثية مخصصة للأطفال وغرف نومهم كما حضرت الشخصيات الكارتونية المحببة.
تشكيلات بأفكار الشباب
ترى ماذا عن الفنانين الشباب؟ أجابتنا راما إدلبي: رسمت لوحة تعكس العصر الفيكتوري لأنه عصر اتسم بالعفوية والبساطة والطبيعية، وعدت إليه، ربما، لأننا نفتقد هذه العوامل في عصرنا الحالي.
وحكى مصطفى برغود عن تجربته مع الفنانة مقصود وخوضه لثلاث دورات، ومشاركته بسبع لوحات، وأقربها إلى مشاعره لوحة فلسطين وآلامها وطوفان الأقصى، وكتب اسمها بالإنكليزية لأنه يوجه رسالته إلى العالم لتكون فلسطين حرة من هذا الكيان الصهيوني الملتف مثل الأنسجة الشائكة على الكوفية الفلسطينية كرمز تراثي وطني، تعمّد أن يلونها بألوان علم فلسطين.
وقالت توريان كرو: أدرس سنة ثالثة هندسة عمارة، وفي المركز قسم الديكور، وأشارك ببعض التصاميم والفنيات المستمدة من ذاكرتنا التراثية.
بينما قالت زينة كيخيا: أطور الزخارف، وأستخدم الصندوق كلوحة وظفت فيها الزجاج المعشق لتكون قلباً ونافذة.
وعبّر وائل الناصر عن فكرته: الإبداع يخلق الفن لا العكس، وأستوحي الأفكار من مخيلتي، ووظفت الوردة في الديكور، ففرغت مكان تويجاتها وساقها وأوراقها ليشع النور من داخل العلبة الخشبية بفنية تشبهها، كما أنني استوحيت من لوحة بيكاسو إصرار الوقت والذاكرة ديكوراً لغرفة نوم الأطفال.
وبين الأعمال المعلقة كانت لوحة “فتاة الناي” الحالمة تبث نوعاً من الهدوء الرومانسي الذي أخبرتنا عنه وجدان إبراهيم بأنه محاولة للخروج من الآلام إلى الطبيعة، خصوصاً، وأنها كانت طالبة في المركز، والآن، تشارك كمتخرجة.