“أسبوع في مصر.. المؤتمر الدولي العربي الإفريقي” محاضرة في جامعة دمشق
دمشق – زينب محسن سلوم
أكدت الدكتورة ربا أحمد مزيد، جامعة دمشق، كلية الآداب، قسم علم الاجتماع، أن مشاركة الوفد السوري كانت مميزة في المؤتمر العربي الإفريقي الدولي المقام في جامعة الدول العربية في القاهرة للحديث عن مشكلات الشباب العربي عموماً، والشباب السوري على وجه الخصوص، على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها من المجالات.
الدكتورة مزيد في محاضرة أقيمت في جامعة دمشق،كلية الآداب تحت عنوان “أسبوع في مصر.. المؤتمر الدولي العربي الإفريقي” وتحت شعار “الشباب والتنمية المستدامة.. الفرص والتحديات”- أكدت أن المؤتمر تضمن مجموعة من المحاور ومن أبرزها، السياحة ووافدوها المختلفون، وأهمية عنصر الشباب، والاستثمار والتنمية المستدامة، والاستثمار الرياضي، وكيفية جعل الشباب عنصر فعال في عمليات الاستثمار، حيث امتد المؤتمر على خمسة أيام وبعدة جلسات يومياً، بهدف تسليط الضوء على تنمية الشعوب، والمتطلبات الدولية للتبادل التجاري ودوره المحوري، والصحة وخدماتها المتنوعة، والمجتمع المدني، والاستثمار في التحول المستدام للنظم الغذائية، إضافةً إلى المشروعات الهادفة للمحافظة على البيئة، واستراتيجية تطوير التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، والصناعة التكاملية، وفتح المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر.
ولفتت الدكتورة ربا أحمد مزيد إلى أن الوفود التي حضرت إلى المؤتمر من 32 دولة ناقشت العديد من المشكلات، مبينةً أن مشاركة الوفد السوري كان لها بالغ الأثر في عكس صورة مشرقة عن واقع الشباب السوري، وكان هناك اهتمام كبير بحضور وفدنا لأن سورية قلعة العروبة وقلبها النابض؛ فهي تلعب دوراً في دعم جميع قضايا التحرر الوطني والإنساني في جميع الدول العربية، كما لقي الوفد كل الحفاوة والترحيب من الجميع لما يمثله الشعب السوري من مكانة عبر امتداده الحضاري والتاريخي المتنوع، كما تمت الإشادة خلال المؤتمر بجامعة دمشق العريقة، والتي تبث نور العلم والحضارة منذ مئة عام، وتميزت من بين كل وفود الجامعات التي حضرت المؤتمر بسمعتها العلمية في جميع المجالات البحثية.
ونوهت الدكتورة مزيد بأنها سلطت الضوء على إنجازات سورية منذ القرن الماضي وحتى تاريخه في تصدير الخبرات العلمية، واستمرار سورية بإتاحة التعليم المجاني على جميع المستويات لشريحة واسعة من الشعب السوري رغم ظروف الحرب والحصار والعقوبات الغربية، ما أثار دهشة الوفود الحاضرة بما فيها الأوروبية؛ فقلة من الدول تؤّمن التعليم المجاني لمواطنيها، بل إنها قادرة حتى اللحظة على تطوير نفسها بنفسها وخلق المبدعين على جميع الصعد، مشيرةً إلى أن محور التعليم أخذ حيزاً هاماً خلال المؤتمر.
كما تحدثت خلال المؤتمر عن التنمية المستدامة في سورية وخطواتها، والتي تولي ضمنها شريحة الشباب أهمية خاصة، معللة ذلك بأن المجتمع السوري هو مجتمع فتي وأغلب فئاته من الشباب، وسلطت الضوء على دور المرأة السورية الشابة وقضاياها ومشكلاتها، وأهمها تأخر سن الزواج، وتنمية القدرات الإبداعية للشابات السوريات، وقضايا العنف ضد المرأة الشابة، إضافةً إلى مشكلات وظروف الإنتاج في ظل المتغيرات والظروف العالمية والأزمات الراهنة.
كذلك تحدثت الدكتورة مزيد عن قسم علم الاجتماع في جامعاتنا، وقدرته على جذب شريحة من الشبان ترغب في الدراسة بهذا القسم لاهتمامها به، مؤكدة على دورهم في تفعيل اختصاص هذا القسم في عدد من جوانب المجتمع وتسليط الضوء عليه، أيضاً تحدثت عن مشكلات الشباب السوري في الأرياف من قلة في المواصلات وغلاء المعيشة وصعوبة تأمين فرص العمل، وظروف صعبة، إضافةً إلى التحديات التي تواجههم على الصعيد الاقتصادي، كما لفتت إلى أن معظم مشاريع شبابنا من المشاريع الصغيرة أو المتناهية الصغر.
وركزت الدكتورة مزيد خلال المؤتمر على ظاهرة تواجد الشباب السوري في كل الدول، وخاصة في مصر بأعداد كبيرة ومساهماتهم في جميع القطاعات الصناعية والتجارية والعلمية، منوهة بأن سورية دائماً تدعو أبناءها الشباب للعودة إلى وطنهم والمساهمة في عمليات إعادة الإعمار، كما ركزت على دور التكنولوجيا وصناعاتها في جذب العناصر الشابة وتأمين فرص العمل لهم، وضرورة تنمية هذا القطاع مهما كانت الظروف صعبة.
وفي تصريح لـ”البعث” بينت الدكتورة مزيد أن المؤتمر أفرد مكانة هامة للوفد السوري، لكن في الوقت نفسه علينا عدم المبالغة في التفاؤل والأمنيات لأن الوضع العالمي صعب عموماً ومن الصعب أن يساهم أحد في إعادة بناء سورية إلا أبناءها، ولكن مع ذلك قام الوفد بتسليط الضوء على مشكلات الشباب السوري علها تحظى بفرص ودعم عبر مناخ استثماري أو إتاحة.
وخلال مداخلة له بين الدكتور أحمد الأصفر، أن ظروف الأزمة سببت صدور قرارات استثنائية أبعدت الاهتمام عن فئة الشباب، داعياً جميع صناع القرار إلى إعادة الشباب إلى دائرة الاهتمام وجذب من هاجر منهم إلى أرض الوطن مجدداً من خلال خلق واقع معيشي أفضل لهم.