العدوان على غزة انتهى بهزيمة سياسية وعسكرية
تقرير إخباري
أشار مفتش الأسلحة السابق التابع للأمم المتحدة، وقائد مشاة البحرية الأمريكية السابق سكوت ريتر، إلى أن نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة كانت انتصاراً سياسيا لحركة المقاومة الفلسطينية، مضيفاً: إن التقارير أفادت بأن “إسرائيل” وحركة المقاومة “حماس” التي تحكم القطاع الفلسطيني المحاصر اتفقتا يوم الثلاثاء الفائت على تمديد وقف إطلاق النار مدة أربعة أيام، حيث سيستمر تبادل الأسرى خلال هذه الفترة، وستطلق “حماس” سراح 20 رهينة آخرين بينما لم يتم تحديد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. ولفت إلى أنه سبق لـ”إسرائيل” أن أطلقت سراح 180 امرأة وطفلاً من سجونها مقابل إطلاق سراح 61 مدنياً إسرائيلياً ونحو 20 أجنبياً تحتجزهم المقاومة.
وأضاف: إن القصف والغزو البري فشلا، وإن “إسرائيل” رفضت أي حديث عن وقف إطلاق النار منذ بداية التصعيد الأخير في 7 تشرين الأول الماضي، بينما اقترحت حركة حماس هدنة وتبادل أسرى، وكان هذا هو هدف المقاومة طوال الوقت، مضيفاً: إن أحد أهداف المقاومة المعلنة هو دفع “إسرائيل” إلى إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين الذين تحتجزهم. وأشار ريتر أيضاً إلى أن المقاومة طرحت ثلاثة مطالب سياسية بعد إطلاق عملية “طوفان الأقصى”: دولة فلسطينية مستقلة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ووقف اقتحامات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس – ثالث أقدس موقع في العالم العربي والإسلامي، مشدّداً على أن المقاومة على وشك تحقيق كل من هذه الأهداف، وأن الحرب هي امتداد للسياسة بوسائل أخرى، بمعنى أن المقاومة الفلسطينية انتصرت سياسياً.
ومن ناحية أخرى، لفت ريتر إلى أن الصراع الحالي كان بمنزلة كارثة سياسية لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد سقط فيه أكثر من 16,000 فلسطيني خلال ما يقرب من شهرين من القصف والتوغلات البرية الإسرائيلية، وأصيب 35,000 آخرين، بينما لا يزال هناك 6000 فلسطيني تحت أنقاض المنازل المدمّرة، ما جعل العالم ينقلب ضد “إسرائيل”.
وقال ريتر: لقد تمّت إدانة “إسرائيل” باعتبارها مجرمة حرب، وحتى أميركا التي أثبتت قدرتها على شرب الدم على نطاق واسع قالت كفى. لكن في نهاية المطاف، اضطرّ نتنياهو إلى قبول وقف إطلاق النار لأن “إسرائيل” وصلت إلى طريق مسدود في غزة، مضيفاً: إنه في الأيام التي سبقت الهدنة، رفضت قوات الاحتلال الإسرائيلية خوض المعركة لأنها كانت ستقتل ولأنها كانت ستقع في فخ المقاومة.
وأشار ريتر إلى أن المقاومة تعرف ما تفعله، وأنها متحصّنة بعمق في الاختباء، وكانت مستعدة لهذه المعركة وأن هذه المعركة كانت في بدايتها، مضيفاً: إن كل ما أنجزته “إسرائيل” هو إلحاق مستوى مروّع من الألم والمعاناة بالشعب الفلسطيني، وهو ما حاولت إلقاء اللوم فيه على المقاومة، وما فعلته المقاومة هو خلق وضع أصبحت فيه “إسرائيل” في مأزق حقيقي بعدما أماط العالم اللثام عن وجهها الشيطاني الحقيقي للعالم، وأنها المجرم المسؤول عن ارتكاب الإبادة الجماعية والمجازر الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني الذي دفع الثمن باهظاً للغاية، ليس اليوم فحسب وإنما على امتداد سبعين عاماً.
هيفاء علي