ليلة من الرعب للعائلات الفلسطينية في المليحات
تقرير إخباري
تحت جنح ظلام الليل، تعرّضت عدة منازل فلسطينية في تجمّع مليحات لاقتحامات عنيفة من قطعان المستوطنين خلال هجوم أشرف عليه جيش الاحتلال، حيث يُظهر مقطع فيديو للهجوم على منازل عائلة فلسطينية في مليحات مشهداً مروّعاً استخدم فيه متطرّف مدجّج بالسلاح سلاحه لضرب أحد السكان بعنف ثم طارده تحت تهديد السلاح. وخلال اقتحام المنازل، ارتكب المستوطنون، ومن بينهم زوهر صباح، اعتداءاتٍ عنيفة ضد السكان الفلسطينيين، وأصابوا الأطفال بصدمات نفسية، وأهانوا نساء المنزل، وسرقوا أغناماً تعود لملكية عائلتين اثنتين من سكان مليحات. إن هذه الحملة الإرهابية التي تستمر ساعات طويلة هي جزء من مشروع أوسع ومنسق للتطهير العرقي للفلسطينيين من أراضيهم من المستوطنين المتطرّفين الأيديولوجيين الذين استهدفوا على مدى سنوات المجتمعات الفلسطينية الصغيرة المعزولة. وقد تسارعت هذه الهجمات وظلت على مستوى متطرّف منذ 7 تشرين الأول، حيث تم ترويع أكثر من عشرة مجتمعات من المزارعين ومربّي الماشية إلى درجة ترك قراهم تحت تهديدات بالقتل مصحوبة بتدمير البنية التحتية: قطع المياه، وتعطل المركبات، وتدمير الأراضي الزراعية وسرقة المعدات.
إن أعمال العنف التي وقعت ضد منازل الأسر الفلسطينية في مليحات ليست سوى أحدث صدى لوحشية المستوطنين، بما في ذلك الأساليب المرعبة التي تستهدف الأطفال واستغلال تواطئهم مع قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين من خلال اتهامات باطلة تضع حياتهم تحت رحمة قوات الاحتلال التي ترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني منذ خمسة وسبعين عاماً مع ضمان إفلاتها من العقاب. ولا تزال اقتحامات المستوطنين العنيفة في مليحات دون ردً من السلطات نفسها وجيش الاحتلال الذي تم طمس خطوطه عمداً مع المتطرّفين الإرهابيين الذين ارتكبوا وما زالوا يرتكبون هذه الأعمال. ولا يوجد أي ملاذ للضحايا، فقط ليالٍ لا نهاية لها من الانتظار حتى الغزو التالي للمستوطنين أو الضرب أو إطلاق النار أو السرقة التي يتم فرضها عليهم بعنف من عصابة تستمرّ حكومة الاحتلال الإسرائيلية في تعزيز أسلحتها في الوقت الذي تتحدث فيه عن “سيطرتها” على عنف المستوطنين، الذي شاهده العالم أجمع عندما اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى ودنّسوه، وانهالوا بالضرب على المصلّين الفلسطينيين.
هيفاء علي