نبض رياضي.. شبيهة كرة القدم
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
جاءت خسارة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره الياباني بخماسية نظيفة ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وآسيا، لتفتح باب الانتقادات على مصراعيه تجاه كل مفاصل كرتنا بدءاً من اتحاد اللعبة مروراً بلاعبي المنتخب والكادر الفني وصولاً للأندية التي لم تستطع أن تقوم بدورها في دعم المنتخب.
لكن الحقيقة أن الخسارة كانت طبيعية شكلاً ومضموناً لأسباب منطقية أهمها وجود تخطيط طويل الأمد لدى اليابانيين تحول منتخبهم من خلاله من مغمور وضعيف إلى منتخب تهابه كل منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية، وهو ما تفتقده رياضتنا برمتها وليس كرة القدم فقط.
طبعاً هذا التخطيط الاستراتيجي يتضمن عدة بنود كرتنا بعيدة عنها بعد السماء عن الأرض، وهنا لسنا بوارد عقد مقارنات ليست موضوعية بين الإمكانيات اللوجستية بين الكرتين إلا أننا يجب أن ننظر إلى الموضوع ونقاربه بطريقة مختلفة عما هو سائد ومتداول.
وبكل صراحة يمكن القول بأن ما نطلق عليه نحن من باب المحبة كرة قدم في ملاعبنا هي رياضة تشبه ما يتم متابعته عبر الشاشات من حيث القوانين والشكل العام إلا أن الجوهر مختلف كلياً، والبداية من المكان الذي تمارس فيه وهو الملاعب التي تحتاج ليس فقط لصيانة بل إعادة تأهيل والمسؤولية طبعاً متقاذفة بين عدة جهات!
أما الأندية فحدث ولا حرج ففي ضوء “الاحتراف” لم نعد نسمع سوى الشكوى من قلة ذات اليد وضعف الاستثمارات وتحكم الداعمين، وكل ذلك في سبيل التعاقد مع لاعبين لم يصل لهم من الاحتراف سوى تقاضي المال دون أن يبحثوا عن تطوير مهاراتهم أو بذل الإخلاص في سبيل القميص الذي يلبسونه.
وبالانتقال إلى اتحاد الكرة فإن تكرار التغيير وغياب الاستقرار هو السمة الملازمة لهذا المفصل لم يدع مجالاً لأن يكمل أي اتحاد ما يبدأه من خطة آنية أو فكرة، فخلال السنوات الثلاث الماضية تعاقب على كرتنا اتحادان ولجنة مؤقتة ما يؤشر على كيفية تسيير الأمور، وكل ما قيل سابقاً يوصل لمسابقة جوفاء لا تقدم أي فائدة مرجوة.
كرة القدم تحولت إلى علم قد لا يكون صحيحاً أو يخضع للمنطق لكنه يبنى على أساسيات واضحة، وبناء على متطلباته وشروطه تبدو “كرتنا” بعيدة عن كرة القدم الحقيقية بل شبيهة لها شكلاً.